يطغى عاملان على قمة بدأها أمس الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جينبينغ في ولاية فلوريدا، إذ يسعى ترامب إلى تنازلات تجارية من العملاق الآسيوي، كما يجهد لتجنّب خروج أزمة متفاقمة مع كوريا الشمالية عن السيطرة. والتقى ترامب وشي جينبينغ للمرة الأولى أمس، خلال قمة تستمر يومين في منتجع يملكه الرئيس الأميركي في فلوريدا، بعد استفزاز آخر من كوريا الشمالية، إذ أطلقت صاروخاً باليستياً، في ما اعتبره مسؤولون أميركيون اختباراً فاشلاً لم يهدّد أميركا الشمالية، لكنه يؤكد رغبة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في تطوير ترسانته الصاروخية، متحدياً عقوبات مجلس الأمن، علماً أنه قد يأمر في أي وقت بتنفيذ تجربة نووية أخرى. وكان ترامب حذر من أن الولاياتالمتحدة «ستسوّي» ملف بيونغيانغ، «إذا لم تفعل ذلك الصين». وتدرس الإدارة الأميركية فرض عقوبات على مصارف وشركات صينية تتيح لكوريا الشمالية الوصول إلى النظام المالي العالمي. وقال كورت كامبل، أبرز الديبلوماسيين الأميركيين لمنطقة آسيا خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، إن ترامب «يجعل الأمر يبدو وكأننا مستعدون للذهاب إلى حرب، أو إجراء عمل عسكري، وأعتقد أن ذلك لن يكون قابلاً للتنفيذ»، خصوصاً أن سيول، عاصمة كوريا الجنوبية، تقع في مرمى مدفعية كوريا الشمالية وصواريخها. وأضاف أن «مفتاح استخدام النفوذ في التفاوض هو وجوب التمتع بصدقية». لكن وينستون لورد، وهو سفير أميركي في بكين خلال عهد الرئيس الراحل رونالد ريغان، وأبرز ديبلوماسيّي بلاده في آسيا أثناء عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، افترض أن ترامب لا يخدع، وزاد أن الأخير «مُحقّ في أن الصين مشكلة في شأن كوريا الشمالية، وأن عليها بذل مزيد من الجهود. وهو مُحقّ في إثارة مخاوف في شأن ما يمكن أن تفعله الولاياتالمتحدة أحادياً، إذا لم تتصرّف» بكين. واستدرك أن تراجع ترامب في شأن تايوان جعله يبدو «نمراً من ورق». وكان ترامب قال بعد انتخابه إنه لا يرى وجوب «التزامه» السياسة الأميركية تجاه تايوان، مطالباً بكين بتنازلات في التجارة وملفات أخرى. وفي غضون أسابيع، أكد ترامب مجدداً التزام واشنطن سياسة «صين واحدة». وأعلنت تايبه أمس أن واشنطن طمأنتها إلى أن مصالحها لن تُمسّ خلال قمة ترامب– شي جينبينغ. وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بوقف «سرقة» الصين وظائف أميركية، وإعادة بناء قاعدة التصنيع في الولاياتالمتحدة. وكتب على موقع «تويتر» الأسبوع الماضي أن بلاده لم تعد قادرة على تحمّل عجز تجاري ضخم وخسارة وظائف، مرجّحاً أن يكون اجتماعه مع شي جينبينغ «صعباً جداً». لكن ما يقلق الصينيين أكثرَ من المواجهات السياسية، هو احتمال أن يُحرج ترامب شي جينبينغ علناً، كما فعل مع قادة أجانب آخرين. وقال مسؤول صيني إن «ضمان ألا يخسر الرئيس شي ماء وجهه، هو الأولوية الأولى للصين».