قبل يومين من احتفال كوريا الشمالية بالذكرى الخامسة بعد المئة لميلاد مؤسس الدولة كيم إيل سونغ، أكبر عيد وطني في البلاد والذي يتزامن عادة مع اختبار أسلحة متطورة، اعتبر وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن القوة العسكرية «لا يمكن أن تحل الوضع في شبه الجزيرة الكورية»، مذكراً باقتراح بكين تهدئة الوضع عبر «تعليق مزدوج» للاختبارات النووية لكوريا الشمالية والتدريبات العسكرية المشتركة بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية. وكشف مركز «38 نورث» لمراقبة كوريا الشمالية التابع للمعهد الأميركي - الكوري الجنوبي في واشنطن، أن موقع «بيونغجي ري» النووي على الساحل الشرقي «مبرمج وجاهز» لتنفيذ بيونغيانغ اختبارها النووي السادس. وقال جوزف برموديز، المحلل في المركز: «نشاطات الأسابيع الستة الأخيرة تشير إلى المراحل النهائية من تحضير تجربة نووية». وتزامنت توقعات المركز التي استندت إلى صور التقطتها أقمار اصطناعية، مع إبلاغ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي برلمان بلاده أن «كوريا الشمالية قد تكون قادرة على إطلاق صواريخ برؤوس حربية مزودة غاز سارين للأعصاب». أما يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية فقال خلال مناسبة في طوكيو إن «البرنامج النووي لبيونغيانغ يتطور بخطوات ثابتة». وفي تأكيد لتحذيرات أطلقتها إدارته عن احتمال اتخاذ إجراءات أحادية تجاه بيونغيانغ، والتي ترافقت مع إرسال مجموعة قتالية بحرية قرب سواحل شبه الجزيرة الكورية، شدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحافي مشترك في واشنطن مع الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، على أن بلاده «مستعدة للتعامل مع الأزمة المتعلقة بكوريا الشمالية بلا الصين إذا اقتضت الضرورة، وهو أمر ملائم أيضاً»، موضحاً أن «العمل بمفردنا يعني التحرك بمساعدة دول كثيرة». وزاد ترامب الذي التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ في فلوريدا الأسبوع الماضي، ثم تحدث معه هاتفياً ليل الأربعاء: «يرغب الرئيس شي في تنفيذ الصواب، ونحن نتواصل معه في شكل جيد، وأعتقد بأنه يريد مساعدتنا في ملف كوريا الشمالية». لكن مسؤولين أميركيين أشاروا إلى أن استراتيجية إدارة ترامب تركز على تشديد العقوبات الاقتصادية ضد بيونغيانغ، والتي قد تشمل حظراً نفطياً وآخر لشركتها الوطنية للطيران، واعتراض سفن شحن ومعاقبة مصارف صينية تتعامل مع بيونغيانغ. وأبدى وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونغ سي اعتقاده بأن واشنطن ستتشاور مع سيول إذا فكرت في توجيه ضربة استباقية لكوريا الشمالية، والتي زاد حظوظها تنفيذ ضربة أميركية ضد سورية الأسبوع الماضي رداً على هجوم بغاز سام أوقع عشرات القتلى. واعتبر وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن القوة العسكرية «لا يمكن أن تحل الوضع في شبه الجزيرة الكورية»، مذكراً باقتراح بكين تهدئة الوضع عبر «تعليق مزدوج» للاختبارات النووية لكوريا الشمالية والتدريبات العسكرية المشتركة بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية. وفي بكين، لم يستبعد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن أن تخلق التوترات الحالية فرصة للعودة إلى المحادثات، بينما كتبت صحيفة «غلوبال تايمز» المدعومة من بكين: «أفضل خيار أمام كوريا الشمالية وزعيمها كيم جونغ أون هو التخلي عن البرنامج النووي». وزادت: «بمجرد أن تمتثل كوريا الشمالية لنصيحة الصين في إيقاف النشاطات النووية، سنبذل قصارى جهدنا لحماية أمن شعبها ونظامها». ووصفت الصحيفة الطموحات النووية لكوريا الشمالية بأنها «محض خيال، إذا وضعت في الاعتبار القوة العسكرية للولايات المتحدة، وعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وقالت الصحيفة «إن كوريا الشمالية حالياً هي أكثر دولة معزولة عن العالم، وهي محاصرة تماماً. ولا يمكن لدولة حديثة أن تستمر على هذا الوضع».