قد يبدو منع اللون الأحمر في المدارس، في ما يسمى «عيد الحب»، مقبولاً، لكن مديرة مدرسة متوسطة في إحدى قرى محافظة القطيف، قررت وضع «خط أحمر» على هذا اللون. وأصدرت أمراً بمنع ارتداء أي قطعة ملابس، أو حمل حقيبة أو دفتر، وحتى النظارات التي فيها لون أحمر «مهما كان صغيراً». ولم تستثن مديرة المدرسة (تحتفظ «الحياة» باسمها)، المعلمات، من قرارها هذا، فيما أكدت مسؤولة في مكتب الإشراف التربوي في القطيف، أنه لم يصدر تعميم بذلك. لكن إدارة المدرسة فرضت هذا القرار على الطالبات والمعلمات، على حد سواء، وأبلغتهن به في اجتماع عقدته إدارة المدرسة صباح أمس، مع منسوبات المدرسة، ليكون القرار ساري المفعول، اعتباراً من صباح اليوم. وقال محمد عبد المحسن (ولي أمر طالبة): «إن تطبيق هذا القرار في المدرسة ليس جديداً، فمنذ فترة تفرض المديرة خطاً أحمر على اللون الأحمر، لكنها أصبحت اليوم أكثر حزماً وصرامة في تطبيقه»، مضيفاً ان «المديرة كانت تمنع الطالبات من ارتداء اللون الأحمر كاملاً، كأن يكون حذاءً، أو معطفاً، أو مشبكاً في شعر الطالبات في ما يسمى «عيد الحب». وذلك يعتبر تصرفاً مقبولاً من إدارة المدرسة. أما الآن؛ فأصبح اللون الأحمر محظوراً تماماً، حتى وإن كان خطاً رفيعاً في المعطف، أو الحذاء». وذكرت الطالبة مناهل عبد العزيز، ان «المديرة أبلغتنا ان الطالبة أو المعلمة ستعاقب بمصادرة ما لديها إذ كان فيها ما يمت إلى اللون الأحمر بصلة. وكأن مديرة المدرسة مصابة بحساسية تجاه هذا اللون»، مبينة ان القرار «أثار استغراب الجميع، بمن فيهن المعلمات». وقالت إحدى المعلمات: «استغربت من إحضار إدارة المدرسة ورقة، وطلب منا التوقيع عليها، وتنص على التزامنا بعدم ارتداء الأحمر. إلا أننا رفضنا التوقيع عليها، إلا في حال كانت تعميماً رسمياً صادراً من إدارة التربية والتعليم»، مضيفة «اتصلنا بعدد من المعلمات في مدارس مختلفة، وسألناهن عما إذا تلقين أمراً أو تعميماً ينص على عدم ارتداء الأحمر، فأكدن عدم وجود تعميم ينص على ذلك، أو حتى طلب أو قرار من إدارة مدارسهن». بدورها، قالت مديرة شؤون الطالبات في مكتب الإشراف التربوي في محافظة القطيف دليل السبيعي: «لا يوجد تعميم يمنع الطالبات أو المعلمات من ارتداء لون معين»، معتبرة ما قامت به إدارة المدرسة «اجتهاداً غير نظامي، وليس في محله». وأضافت «ما عدا ما يسمى ب «عيد الحب»، حيث تشهد بعض المدارس تظاهرة باللون الأحمر، وتقوم الإدارات بمنع اللون الأحمر في هذا اليوم فقط، تفادياً لتمادي الطالبات». وذكرت السبيعي، أنه «قبل نحو 15 إلى 20 سنة، كان يمنع على الطالبات ارتداء الألوان الفاقعة. أما الآن فلا وجود لمثل هذا القرارات، وللطالبة والمعلمة ارتداء ما شئن من الألوان، بحيث لا يخرج اللبس عن إطار الحشمة، واحترام المكان، والتوافق مع الزي المدرسي، وهذا بالنسبة للطالبات»، لافتة إلى أهمية «عدم إغفال الجانب المادي للطالبة، فقد تكون اشترت نظارة طبية فيها لون أحمر، فهل نطالبها بعدم ارتدائها، واقتناء أخرى تلائم طلب إدارة المدرسة». وأشارت إلى الأثر النفسي لمثل هذا القرار على الطالبات، مبينة ان «منع شيء ما يؤدي إلى استثارة الطالبات، وقد يدفعهن إلى ممارسة السلوك الممنوع من جانب إدارة المدرسة. أما التغاضي عن بعض الأمور البسيطة، فبوسعه أن يشكل رادعاً للطالبات»، مؤكدة ان لائحة العقوبات والسلوك المعدة من الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد في وزارة التربية والتعليم «لم تنص على منع ألوان معينة».