روتردام (هولندا) - أ ف ب - جزر النخيل في دبي وتدعيم السدود في نيواورلينز وتنقية المياه في استراليا، كلها تتشارك قاسماً مشتركاً، إذ استفادت من خبرة الهولنديين الذين يكافحون منذ زمن طويل لاتقاء الفيضانات. واليوم تحتفل الأممالمتحدة باليوم العالمي للمياه الذي يسلط الضوء هذا العام على موضوع المياه والمدن. وتؤكد هانيكي هيريس، الناطقة باسم اتحاد إدارات المياه، أن «التغيير المناخي وارتفاع منسوب المياه يجعلان العالم اكثر اهتماماً بالخبرة الهولندية»، مذكرة بأنه في العام 2005، عقب إعصار كاترينا، استعانت الولاياتالمتحدةبهولندا. ويشرح ماثييس فان ليدن من شركة الاستشارات «رويال هاسكونينغ»: «في نيو اورلينز، نحسن السدود الموجودة لجعلها اكثر متانة وارتفاعاً وعرضاً، لكننا نبني أيضاً منشآت جديدة مثل السدود المقاومة للعواصف». وتشير الناطقة باسم اتحاد إدارات المياه، وهي إحدى اقدم الإدارات في البلد، إلى أن «هولندا تقاوم منذ زمن بعيد ذلك العدو الطبيعي المتمثل بالمياه»، خصوصاً أن ثلث الأراضي الهولندية تعتبر تحت مستوى البحر. البلد الذي اجتاحته فيضانات مدمرة في العام 1953 أدت إلى مقتل 1835 شخصاً وتشريد 72 ألفاً، يعمل على إتقان عملية مكافحة الفيضانات وتطبيق خطة «دلتا» التي تقضي بتقصير الساحل من خلال بناء سدود على الألسنة البحرية. ويؤكد غيتانو كازال من معهد «يونيسكو» للتعليم في مجال المياه أن «التقنيات المتطورة المستخدمة تتيح اليوم للهولنديين مساعدة بلدان تقع في مناطق دلتاوية على الوقاية بدلاً من معالجة الوضع»، بعد حصول الكوارث.