روتردام - ا ف ب - جزر النخيل في دبي وتدعيم السدود في نيو اورلينز وتنقية المياه في استراليا، كلها تتشارك قاسما مشتركا، فقد استفادت من خبرة الهولنديين الذين يكافحون منذ زمن بعيد للاتقاء من الفيضانات. وتحتفل الاممالمتحدة في 22 آذار/مارس باليوم العالمي للمياه الذي يسلط الضوء هذا العام على موضوع المياه والمدن. وتؤكد هانيكي هيريس، الناطقة باسم اتحاد ادارات المياه ان "التغيير المناخي وارتفاع منسوب المياه يجعلان العالم اكثر اهتماما بالخبرة الهولندية" مذكرة بأنه في العام 2005، عقب اعصار كاترينا، استعانت الولاياتالمتحدةبهولندا. ويشرح ماثييس فان ليدن من شركة الاستشارات "رويال هاسكونينغ" لوكالة فرانس برس "في نيو اورلينز، نحسن السدود الموجودة لجعلها اكثر متانة وارتفاعا وعرضا، لكننا نبني أيضا منشآت جديدة مثل السدود المقاومة للعواصف". وتشير الناطقة باسم اتحاد ادارات المياه، وهي احدى اقدم الادارات في البلد الى ان "هولندا تقاوم منذ زمن بعيد ذلك العدو الطبيعي المتمثل بالمياه" خصوصا وان ثلث الاراضي الهولندية تعتبر تحت مستوى البحر . البلد الذي اجتاحته فيضانات مدمرة في العام 1953 أدت الى مقتل 1835 شخصا وتشريد 72 الف شخص، يعمل على اتقان عملية مكافحة الفيضانات وتطبيق الخطة "دلتا" التي تقضي بتقصير الساحل من خلال بناء سدود على الألسنة البحرية. ويؤكد غيتانو كازال من معهد اليونيسكو للتعليم في مجال المياه ان "التقنيات المتطورة المستخدمة تتيح اليوم للهولنديين مساعدة بلدان تقع في مناطق دلتاوية على الوقاية بدلا من معالجة الوضع" بعد حصول الكوارث. تقول كريستينا بومزما الناطقة باسم منظمة الشراكة الهولندية للمياه ان "الهولنديين يركزون جهودهم على خمس مناطق دلتاوية" هي موزامبيق ومصر واندونيسيا وبنغلادش وفيتنام، وتذكر على سبيل المثال المساعدة الهولندية لدلتا الميكونغ كي تتمكن من التكيف مع التغييرات المناخية. وتستحوذ هولندا على 40 % من رقم الاعمال العالمي في مجال المنشآت الهيدروليكية (لا سيما السدود والحواجز والجسور)، باستثناء بعض البلدان غير المرحبة بالمؤسسات الأجنبية. وتضم على أراضيها ألفي شركة مختصة توظف 80 الف شخص. ويشير بيرت غروتويزن الناطق باسم شركة المقاولة "فان اورد" الى ان "الهولنديين يملكون على اراضيهم كل العناصر الضرورية" لتعزيز خبراتهم مثل معاهد الابحاث ومكاتب الاستشارة والسلطات الحكومية الواعية والشركات المتخصصة. مثال آخر على الحس الابتكاري للهولنديين: الجزر الاصطناعية بشكل أشجار النخيل وخريطة العالم في دبي. لإنشاء أرخبيل "جزر العالم" المؤلف من اكثر من 300 جزيرة تمثل خارطة نصفي الكرة الارضية، تم نقل 325 مليون متر مكعب من الرمل ردم بها البحر على بعد اربعة كيلومترات من السواحل. ويشرح الناطق باسم شركة "فان اورد" التي انجزت المشروع لوكالة فرانس برس "325 مليون متر مكعب من الرمل، هذا يوازي جدارا بعرض مترين وبارتفاع ستة امتار وبطول محيط دائرة الارض". ويذكر غروتويزن انه "قبل عشرة قرون، كان الهولنديون يبنون منازلهم على تلال رملية صغيرة للاحتماء من الماء. وحالما أتاحت لهم التكنولوجيا ذلك، طوروا آلات مثل الكاسحات (التي تجرف التربة من المجاري المائية)" وقاموا بتصديرها لاحقا. وتختم بومزما كلامها بالقول ان "العالم لديه سيليكون فالي (وادي السليكون) ونحن نريد أن نكون واتر فالي (وادي المياه)" في اشارة الى منطقة سيليكون فالي، مركز الابتكارات التكنولوجية في كاليفورنيا، على الساحل الغربي للولايات المتحدة.