آخر روح هولندية خرجت من تراب جنوب أفريقيا كان إبان سقوط حكومة «الفصل العنصري». والفصل العنصري أسوأ درجة عنصرية عقيدة وموقفا وسياسة وفي كل شيء هي الأسوأ بالضبط، ومع ذلك كانوا يصفون توجها على هكذا نحو، أنه يجري بموجب قوانين وأنظمة الحكومة البيضاء. سقطت الحكومة البيضاء ومن قبل ذلك نهب الهولنديون خيرات هذا البلد الثري بمناجم الماس وبيض النعام والتراث الأنثروبولوجي، وتاجروا في العبيد والحوت وارتفعت أرصدة الجيلدر الهولندي تباعا لمستعمرات هولندا في كل مكان، حتى إندونيسيا لم تسلم من الاستثمار الهولندي، فقد امتصت منذ القرن التاسع عشر ولوقت طويل شركة «رويال دتش» الهولندية كل قطرة نفط في الحقول الإندونيسية، وبعد خروج هولندا من المستعمرات الإندونيسية صارت الشركات اللاحقة تسحب النفط من تحت الحقول، فيخرج النفط إليهم شحيحا ومخلوطا بماء أيضا.. وتلك هي «عمايل هولندا». إنهم لا يتركون لغني ولا لفقير شيئا..! خرج الهولنديون من النافذة، ولكنهم عادوا الآن بتفكير كروي جديد من نفس بوابات جنوب أفريقيا. كنت أنظر إلى المنتخب الكروي الأرغواني بتعاطف لعلهم يحدون من الطموح الهولندي داخل الأراضي التي حققوا فيها بقوة السلاح وذكاء العقل وجودا تاريخيا عميقا وطويلا في آن واحد.. ولكن لا فائدة، فقد تعود الهولنديون على ممارسة الانتصار تلو الآخر، وكذلك اعتادوا أيضا على النجاح في دفاعهم عن قوة الجيلدر والملاءة المالية و«النغنغة» وعن بقاء روتردام تزدهر، حتى في فترة ما بين الحربين كان الهولنديون مسؤولين بدرجة كبيرة عن تصدير أول ثورات الحرية إلى العمق الأوروبي. لقد استخدم الطلاب الهولنديون في دفاعهم عن حرية أوروبا نفسها من الداخل الورود البيضاء ودفعوا مقابلها دماء واعتقالات، ولكنهم انتصروا وتمكنوا من تمرير الشارلستون والخنافس وأسلوب «الهيبيز» إلى عمق أوروبا كتعبير سياسي وقتئذ للموضة من خلال الفن، حتى انفجرت ثورة طلاب في فرنسا بعد عدة عقود من الزمان بانتقال الروح الهولندية إلى باريس، وهاهم يفجرون الآن إبداعا جديدا وباستخدام حوار كروي فريد من نوعه. هاهم الآن يخطفون مجدا كرويا جديدا وبأخلاق عالية، ويبدو أنهم قد يخطفون الكأس من العالم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة