طالب أحد المعلمين، الذين تعرضوا للاعتداء الجسدي أخيراً، وزارة التعليم بتأمين محامين تكون مهمتهم المرافعة عن المعلمين، الذين يتعرضون للضرب والاعتداءات، سواء من الطلاب أم أولياء الأمور. وقال المعلم مشرع البقمي، الذي يعمل في مدرسة طلحة بن مصرف الابتدائية في شرق الرياض، وسبق أن تعرض للاعتداء: «الآن حان الوقت لوضع قوانين جادة وصارمة تحفظ حقوق المعلمين من الاعتداءات المتكررة بين الحين والآخر»، مشيراً إلى أنه تم القبض على أحد الأشخاص المتهمين بالاعتداء عليه، وجاري البحث عن الشخصين الآخرين من الجهات الأمنية، إذ إن أحدهم ولي أمر أحد طلاب المدرسة. وأكد أن قضيته الآن تنظر في النيابة العامة، وسيتم البت فيها خلال الأيام المقبلة، لافتاً إلى أنه لن يتنازل عن حقه الخاص، الذي يحكمه الشرع، بسبب ما لحق به من أضرار جسدية ومعنوية، جراء الاعتداء عليه من ثلاثة أشخاص، أما بالنسبة للحق العام، فهذا يرجع إلى الجهات المختصة على حد تعبيره. وعن كيفية وقوع الحادثة، قال: «فوجئت يوم الأربعاء الماضي عند خروجي من المدرسة بثلاثة أشخاص ملثمين قاموا بالاعتداء علي بالسلاح الأبيض، إذ قاموا بضربي وطعني مرات عدة بآلة في ظهري وصدري، كما قاموا بالاعتداء علي بعصا غليظة، وذلك أمام مرأى ومسمع الطلاب وأولياء الأمور، ما استدعى حضور سيارة الهلال الأحمر، ونقلي إلى المستشفى في حال يرثي لها، برفقة قائد المدرسة». وأشار إلى أنه تقدم في حينه بشكوى إلى مخفر الشرطة، التي، بدورها، رفعت القضية إلى جهات الاختصاص في النيابة العامة، مبيناً أنه من المؤسف أن حادثة الاعتداء صادفت اليوم العالمي للمعلم، فضلاً عن أنها حدثت أمام مرأى الجميع، طلاباً وأولياء أمور. وأدت هذه الحادثة إلى قيام معلمين بمطالبة وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى بالاقتداء بوزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، الذي سجل موقفاً مشرفاً ومسانداً لأحد الأطباء المقيمين جراء تعرضه للاعتداء اللفظي من مراجع لأحد المراكز الصحية في الرياض، وإبلاغ الجهات الأمنية بضبطه وسجنه، معلناً حينها الملاحقة لكل من يعتدي على منسوبي القطاع الصحي، كما أكد وقوفه الكامل مع الطبيب وزملائه، مشيراً أيضاً إلى أن وزارة الصحة لن تتوانى عن الملاحقة القانونية للمعتدي لإيقاع العقوبة المشددة عليه. اتصال الوزير ومدير التعليم خفف آلامي طالب قائد مدرسة طلحة بن مصرف الابتدائية يوسف بن جديد في اتصال مع «الحياة» بأن تكون أبواب المدارس مغلقة منذ دخول الطلاب صباحاً، وألا تفتح إلا قبل خروجهم بوقت قليل، وذلك بهدف حماية المعلمين والطلاب من أي سلوك إجرامي ومخالف للقانون. وقال: «إن هذا الإجراء يعتبر أمناً للجميع سواء للمعلمين أم الطلاب من ناحية الاعتداء أو بعض السلوكيات الشاذة التي قد تحدث»، مضيفاً: «إنه في حال حضور ولى أمر يكون هناك تنسيق مع إدارة المدرسة من خلال الاتصال بالجوال أو الرسائل بهدف الدخول إلى المدرسة». فيما أكد المعلم مشرع البقمي أن الدور الذي قام به قائد المدرسة يعتبر بطولياً، إذ رافقه في سيارة الإسعاف، وتابع حالته لحظة بلحظة في المستشفى، ما ترك أثراً كبيراً في نفسه، وخفف عنه هذا الاعتداء، مثمناً أيضاً دور وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، الذي بادر بالاتصال به، وكذلك مدير تعليم الرياض عبدالله المانع، الذي اتصل للاطمئنان على سلامته.