تبدأ الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية الأسبوع المقبل مناورات بحرية ضخمة، فيما وقعت هزة قرب موقع التجارب النووية في كوريا الشمالية، أثارت تكهنات بأنه قد لا يُستخدم لفترة أطول كثيراً في هذا الصدد. وتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، بعد إطلاق بيونغيانغ صواريخ باليستية وعابرة للقارات وتنفيذها تجربة نووية سادسة اعتُبرت الأقوى لها، متحدية عقوبات فرضها مجلس الأمن. وأعلنت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو أنها ستناقش أزمة شبه الجزيرة مع وفدَين برلمانيَين من الكوريتين، مشيرة الى أنها ستقترح عقد اجتماع بين الوفدين، سعياً الى تسوية. وذكر الأسطول السابع الأميركي ان حاملة الطائرات «يو أس أس رونالد ريغان» ومدمرتين أميركيتين ستشارك في المناورات، الى جانب سفن حربية كورية جنوبية. وأشار إلى أن المناورات، المقررة بين 16 و26 الشهر الجاري في بحر اليابان والبحر الأصفر، ستعزز «الاتصالات والعمل المشترك والشراكة» بين الجانبين. لكنها ستغضب الدولة الستالينية، اذ أفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية: «إذا أشعل الأمبرياليون الأميركيون والدمى الكوريون الجنوبيون حرباً نووية عدوانية ضدنا، فإن ذلك لن يؤدي إلا الى تسريع نهايتهم». ورُصدت تحركات لمعدات عسكرية اميركية في محيط شبه الجزيرة الكورية في الأيام الماضية. ووصلت الغواصة النووية الأميركية «يو أس أس ميشيغان» الى مرفأ بوسان جنوب كوريا الجنوبية، بعد ايام على زيارة للغواصة النووية «يو أس أس توسكون» استمرت 5 أيام. وكانت الولاياتالمتحدة أرسلت قبل أيام قاذفتين أسرع من الصوت، حلّقتا في أجواء شبه الجزيرة الكورية، ونفذتا أول مناورات ليلية مشتركة مع اليابان وكوريا الجنوبية. وتأتي التدريبات بعد 17 يوماً على تنفيذ 4 مقاتلات شبح اميركية من طراز «أف-35بي» ومقاتلتين من طراز «بي-1بي» طلعات فوق شبه الجزيرة. وقال كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي إن بيونغيانغ «طوّرت قدرات (صواريخ) باليستية عابرة للقارات بدرجة جيدة، وتطوّر إمكانات لحملها رؤوساً نووية»، واستدرك: «لن يُسمح لها بامتلاك قدرة الوصول إلى بلدنا». وأضاف: «حتى الآن نعتقد بأن التهديد تحت السيطرة، ولكن بمرور الوقت إذا تطوّر عما هو عليه الآن... دعنا نأمل بنجاح الديبلوماسية». في واشنطن أعلن ماساتسوغو أساكاوا، نائب وزير المال الياباني للشؤون الدولية، أن وزراء المال في مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى اتفقوا على التعاون في اتخاذ إجراءات مناسبة ضد محاولات كوريا الشمالية لتفادي عقوبات مجلس الأمن. وأضاف أن من النادر أن يكشف وزراء المال في المجموعة أنهم التقوا على هامش اجتماع لمجموعة العشرين، وتابع: «اتفقت مجموعة السبع على تعزيز التعاون، من خلال مسائل بينها اتخاذ خطوات لمواجهة المحاولات الكورية الشمالية لتفادي عقوبات الأممالمتحدة». لكن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ حذر من «عواقب كارثية لاستخدام القوة العسكرية» ضد بيونغيانغ. وأضاف: «للولايات المتحدة الحق في الدفاع عن نفسها وعن حلفائها، لكن في الوقت ذاته أنا متأكد من أن أحداً لا يريد حلاً عسكرياً». موقع التجارب النووية الى ذلك، أعلن المعهد الأميركي للجيوفيزياء وقوع هزة قوتها 2.9 درجة على مقياس ريختر، شمال موقع «بونغي-ري» الذي نفذت فيه بيونغيانغ في 3 ايلول (سبتمبر) الماضي سادس اختباراتها النووية وأضخمها، مسبّباً زلزالاً قوته 6.3 درجة. وهزة الأمس هي الرابعة منذ تلك التجربة. وأشار المعهد إلى أن الهزة «وقعت في منطقة التجارب النووية الكورية الشمالية السابقة»، على عمق 5 كيلومترات، مضيفاً انه لا يستطيع تحديد هل كانت طبيعية او مردّها الى نشاط بشري. لكن وكالة الأرصاد الجوية الكورية الجنوبية أفادت بأن «التحليلات حدّدت ان الهزة طبيعية وقوتها 2.7 درجة، مشيرة الى انها كانت على عمق 3 كيلومترات في إقليم نورث هامغيونغ. ودفعت الهزات خبراء ومراقبين إلى الاشتباه بأن التجربة الأخيرة، والتي أعلنت بيونغيانغ أنها كانت لقنبلة هيدروجينية، ربما أحدثت خللاً في التركيبة الجيولوجية للموقع الجبلي. وقال كيم سو-جو، مدير البحوث في معهد الزلازل الكوري: «أعتقد بأن منطقة بونغي-ري مشبعة إلى حد كبير الآن. أي اختبار آخر في المنطقة قد يثير خطر تلوث إشعاعي». وأفاد موقع «38 نورث» الذي يراقب الأحداث في كوريا الشمالية (مقرّه واشنطن) بأن أقماراً اصطناعية رصدت انهيارات أرضية في موقع الاختبارات النووية بعد التجربة السادسة. ولفت الى أن هذه الظواهر كانت أكثر عدداً وأوسع نطاقاً من تلك التي تلت اختبارات سابقة.