تعانق الكتاب بقوة، وترى فيه مستقبل كل شيء حولها، ثقافتها تستمدها من الكتب التي تقرأها في كل يوم، تحب قصص الأطفال وتقع عينيها على كتب الكبار ولغتهم القوية في الحروف، تقرأها بعمق وتفهم ما بين السطور من فوائد ورسائل إيجابية، تفكر كثيراً حينما تشتري كتاباً ولا تختار بسرعة، بل تقرأها وتفهم تفاصيلها وتترجم غلافها ثم تشتري الكتاب وتحمله فاطمة بين يديها بثقة، وعلى رغم أنها تقرأ الكتب يومياً إلا أنها تحب الاحتفاظ بالكتب في مكتبتها وتحبها أمامها على الأرفف. فاطمة عيسى أبوعمارة (11 عاماً) ترى بأن القراءة مهمة جداً للصغار حتى لو وجدت التكنولوجيا والتقنية، فالكتاب باليد أفضل من جهاز إلكتروني، تقول: «الكتاب يغذي العقل ويمنح الكثير من الثقافات واللغات والمعلومات الثرية جداً التي تبقى في العقل كذكرى، وتكبر معنا بلا شك». وتضيف قائلة: «أحب كتاب (أمي غورلا وأبي فيل)، يعجبني كثيراً فهو يعلم الطفل ألا يشبه أحداً، ويكون شخصيته ولا يشعر بنقص من أشكال والديه أو حتى شكله هو، وأحب قراءة كتاب كل يوم ولدي الكثير من الكتاب لا أستطيع عدها، فهي تعلمني الصبر والعلم والنظافة والكرم وعدم التكبر»، وتضيف: «ساعدتني أسرتي على حب القراءة حينما كان عمري 9 أعوام، إذ أهداني حينها مدير مكتبة بوكتشينو نايف الزريق كتاباً ثرياً وما زلت أحتفظ به، وأقص حكاياته لكل صديقاتي، ومن هن بعمري وأكبر وأصغر». ومنذ ذلك الوقت ظلت فاطمة تقرأ وتحمل كتابها معها في كل مكان لتقضي وقتاً جميلاً مع الكتاب، حتى أنها كرمت في مدرستها بالطالبة المثالية، ولديها إلقاء متقن وحروفها جيدة وصوتها عال كنسيم الربيع حينما تنطق كلماتها في مكرفون الإذاعة، تعلمت من خلال قراءتها على مخارج الحروف الجيدة والنطق بحسن الصوت، وتأثرت شخصيتها كثيراً من خلال قراءتها فثقتها أصبحت عالية، وتمكنت من جذب الكثير من الصديقات حولها في المدرسة وهي ممتنة جداً لهن، تقول: «صديقاتي دانة القرني، وحنين العريني، والجازي النجاشي، ونور الهدى ساعدوني وساعدتهم وصداقتنا قوية، فنحن سوياً ندعم بعضنا البعض حتى خارج المدرسة، ولهن الأثر الكبير في إزاحة الخجل من داخلي». وتتمنى فاطمة أن تهتم مدرستها في الكتب وتضع مكتبة تستفيد منها الطالبات، كما أنها تهتم بالمواهب، وأن يكون للكتاب مكانة لائقة وجميلة في المدرسة، وحينما تكبر فاطمة ستؤلف كتاباً للطفل وتقدم من خلاله نماذج جيدة وتعلمه حقوقه، وأيضاً تعلمه كيف تصبح شخصيته قوية لا يشبه أحداً ويصبح مبدعاً في كل مرة، وستصبح مذيعة جيدة وتقدم نماذج رائعة لمذيعين صغار. وتشكر فاطمة والديها لدعهما وتشجيعها وشقيقتها سوسن وصديقاتها في المدرسة ومدير مكتبة بوكتشينو والكاتبات الدكتورة نسيبة واليازية من الإمارات على إهداء الكتب، ومعلمتها فوزية المقبل.