رأى الرئيس اللبناني ميشال عون أن «الضغوط الدولية لن يزيد أثرها بعدما بلغت حدها الأقصى، إضافة الى التهديد الجديد للجيش اللبناني ككل». وتحدث عن اتجاه «لتقديم شكوى لدى الأممالمتحدة بخصوصه». وطمأن اللبنانيين إلى أن «الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها، وليس لدى أحد القدرة على إيقاف هذا المسار»، لافتاً إلى أن «النهوض بالبلاد عملية مشتركة بين جميع اللبنانيين والتغيير المنشود آت وهو ما سيقرره الشعب في الاستحقاق الانتخابي». وأكد أن «البلاد ستشهد مزيداً من التقدم الذي بدأ منذ أشهر لتحقيق الاستقرار الاجتماعي أسوة بالاستقرارين السياسي والأمني السائدين في البلاد». وكان عون التقى وفداً من «لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية»، وقال أمامه «إن المواقف التي عبرت عنها في المحافل الدولية وخلال زيارة الدولة التي قمت بها لفرنسا مهمة جداً للبنان، ومن شأنها أن تعيد له سيادته واستقلاليته، وبدأنا بالتعبير عنها خلال الزيارات التي قمنا بها إلى الدول العربية في بداية العهد، خصوصاً في ما يتعلق بخياراتنا السياسية، بدءا من السعودية إلى مصر والأردن وصولاً إلى الجامعة العربية». وتوقف عند الحروب في المنطقة، وأشار إلى أن «لبنان استطاع أن ينقذ نفسه منذ حرب تموز عام 2006، إذ إن إسرائيل لم يكن هدفها احتلال لبنان، بل إحداث فتنة داخلية، ونبهنا اللبنانيين من ذلك، ونشكر الله أن كان لديهم الوعي الكافي وتخطينا المرحلة». وقال: «لبنان اليوم أمام واقع جديد إذ تمارس عليه حالياً ضغوط كبيرة سنواجهها بوحدتنا وتضامننا وإرادتنا الوطنية التي حققت لنا في السابق الانتصارات». وشدد على أنه «علينا جميعاً اليوم العمل لتحقيق النهوض»، وقال إن «أوضاع المؤسسات في اتجاه التحسن، من جيش وقوى أمن والسلك الديبلوماسي الذي أصبح كاملاً، والسلطة القضائية أيضاً. ونأمل بأن تسير الأمور بشكل جيد، خصوصاً أن مختلف مكونات الشعب اللبناني أصبحت ممثلة عبر القانون الانتخابي الجديد». وأشار إلى أن «الواقع بات جاهزاً لإحداث التغيير المطلوب الذي على الشعب اللبناني أن يقوم به. فنحن نحدد الوسائل المطلوبة لإنجازه، أما تحقيقه فيبقى بيد الشعب ليحرر نفسه من الأمور التي تضايقه، وقطعنا شوطاً مهما حتى الآن ولا يزال أمامنا الكثير لإنجازه». وجدد «التزامنا بخطاب القسم، لكننا نلاحظ أن هناك اتجاهاً لضرب الثقة بين الحكم والشعب، وبين بعض اللبنانيين مع بعض. إذا ما استمررنا على هذا النمط، كيف سنوجد مجتمعاً متضامناً؟ وإذا لم يكن هناك من ثقة بين أفراد العائلة، فكيف سيعملون معاً؟ إن الأمر خطر بأن يقوم أي كان باتهام أي كان من دون أن يخضع للمساءلة. لم يعد بإمكاننا تكوين رأي عام ضد الجريمة، فكل شيء يصبح نسبياً». وجدد عون أمله ب «أن نلمس في السنة المقبلة مدى التقدم الذي سيتم إحرازه، كما نلمس اليوم ما تم تحقيقه منذ عام إلى اليوم. إننا ننعم باستقرار في الوضعين السياسي والأمني، وسنركز على الوضع الاقتصادي، كما بدأنا العمل على تحقيق الاستقرار الاجتماعي». وقال: «نحن ملتزمون تطبيق القرار 1701 وإسرائيل هي التي تعتدي علينا وتهددنا وتسارع إلى التشكي لتأليب الرأي العام الدولي ضدنا وتكوين معاداة لنا فيه، وهذا ما لن نسكت عليه وسنقوم بما يلزم تجاهه». وجدد عون تأكيد أن «لبنان عندما ينادي بعودة النازحين السوريين فهذا لا يعني طردهم، بل ضرورة العمل لتأمين سلامتهم في وطنهم الأم، لا سيما أن لبنان لم يعد قادراً على تحمل الأعباء المترتبة على استمرار النزوح السوري». وكان عون التقى وزير السياحة أواديس كيدانيان والأمين العام لحزب «الطاشناق» النائب هاغوب بقرادونيان، وبحث معهما «التطورات السياسية ومواقف الأطراف من الاستحقاق الانتخابي، إضافة إلى مسألة النازحين السوريين وتداعياتها على الأوضاع الاقتصادية والأمنية والاجتماعية في لبنان». وأوضح بقرادونيان أن «البحث تناول ملف التعيينات الإدارية وحقوق الطائفة الأرمنية». ريتشارد: واشنطن غير معنية بكلام ليبرمان كشفت مصادر لبنانية رسمية بارزة أن سفيرة الولاياتالمتحدة الأميركية لدى لبنان اليزابيث ريتشارد أبلغت القيادات السياسية والروحية التي جالت عليها أخيراً، أن واشنطن ليست معنية، لا من قريب ولا من بعيد بقول وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن الجيش اللبناني جزء من منظومة «حزب الله». وقالت المصادر اللبنانية ل «الحياة» إن ريتشارد جددت موقف واشنطن الداعم الجيش اللبناني على المستويين التسليحي والتدريبي، وأن لا تعديل في الموقف الأميركي «وما صدر عن ليبرمان لا يلزمنا ولا نؤيده». ونقلت المصادر عنها قولها إن واشنطن ستستقبل قائد الجيش العماد جوزف عون في أول زيارة له للولايات المتحدة بعد تعيينه في منصبه، وأنه سيعقد لقاءات مع مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية، وأن برنامج التعاون بينها وبين قيادة الجيش اللبناني ما زال قائماً، وأن دعمها الجيش اللبناني لن يتراجع ولن يكون لكلام ليبرمان عن الجيش اللبناني أي تأثير في برنامج التعاون. ونصحت ريتشارد- كما نقلت عنها المصادر ذاتها- بالحد من هجومية «حزب الله» وتفعيل التعاون بين الجيش اللبناني و «يونيفيل» في جنوبلبنان. وكانت الديبلوماسية الأميركية زارت أمس، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة في بيروت. وسمعت منه تشديداً «على أهمية تعزيز وحدة لبنان الداخلية واستقراره وسلمه الأهلي، واحترام كل المكونات الوطنية، وضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها بما تشكله من استحقاق دستوري أساسي». وأمل ب «أن تواصل الولاياتالمتحدة دعمها للجيش والقوى الأمنية وللحكومة والمؤسسات اللبنانية الدستورية بما يخدم جميع فئات الشعب اللبناني ومساندة الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه ووقف كل أشكال الاعتداءات الإسرائيلية المتمادية».