جدد وفد من الكونغرس يزور لبنان تأكيده ان الحكم النهائي للادارة الاميركية على الحكومة اللبنانية المرتقبة يتحدد «في ضوء موقفها بعد اصدار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قرارها الاتهامي وكيفية تعاطي الحكومة اللبنانية مع هذا القرار». وأوضح عضو الكونغرس السناتور جوزيف ليبرمان «أن الأميركيين، سواء كانوا في الحزب الديموقراطي أم الجمهوري، وسواء تحت إدارة الرئيس بوش أم الرئيس أوباما، يؤيدون المحكمة الدولية كمؤسسة تابعة للقانون الدولي ويجب ان تحترم قراراتها». وكان الوفد الاميركي الذي يضم عضوي الكونغرس السيناتور جون ماكين وجوزيف ليبرمان على رأس وفد، جال على مسؤولين لبنانيين ترافقه السفيرة مورا كونيللي. والتقى الوفد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، وقال ماكين بعد اللقاء: «عقدنا اجتماعاً مهماً مع الرئيس ميقاتي الذي وضعنا في صورة الأجواء الايجابية لتشكيل حكومة جديدة يستحقها لبنان وهذا امر مهم على رغم وجود عقبات كثيرة. أيضاً يجب التنبيه الى اننا، كما نحن سعداء بأن العملية الديموقراطية جارية في لبنان، نأسف لأن التغيير الديموقراطي في المشرق العربي والمغرب العربي لا يحصل الا من طريق العنف». وأضاف: «تمنينا على الرئيس ميقاتي تشكيل حكومة تمثل كل الأطياف اللبنانية وفق احكام الدستور. ونعلم أن هناك قضية المحكمة الدولية وكيفية تعاطي الحكومة اللبنانية معها، وتحدثنا مع الرئيس ميقاتي في شأنها وكنت سعيداً للايضاحات التي عبر عنها». أما ليبرمان فقال: «شكل اجتماعنا مع الرئيس ميقاتي فرصة مهمة لنا للتعرف اليه كرجل سياسي ناجح، كما هو ايضاً ناجح في مجال الأعمال. ومن المؤكد أن الولاياتالمتحدة ولبنان تجمعهما علاقات تاريخية كانت في بعض مراحلها أفضل من مراحل أخرى، ونحن حريصون على هذه العلاقات الجيدة وعلى استمرار التعاون مع الحكومة الجديدة، على أساس تركيبتها، والسياسات التي ستعتمدها لا سيما على صعيد ملف المحكمة الدولية، كان اجتماعنا جيداً جداً ونتطلع الى التطورات في لبنان ونتمنى توطيد العلاقات الثنائية بين بلدينا». وسئل ليبرمان ما اذا كان موقف الادارة الاميركية من الحكومة يرتبط بملف المحكمة الدولية والموقف من سلاح «حزب الله»، فقال: «نعم إن موقفنا يتحدد في ضوء هذين الملفين، وكما تعلمون فإن وزارة الخارجية الاميركية صنفت حزب الله منظمة إرهابية، وبالتالي فإن السياسة الخارجية الأميركية ترتبط بهذا الموقف، كما ان دور «حزب الله» في الحكومة سيؤثر على العلاقات الأميركية - اللبنانية في هذا الشأن، ولكن حكومة لبنان يقررها الشعب اللبناني، إنما الحكم النهائي على المسائل التي ذكرتها يتحدد في ضوء الموقف بعد إصدار المحكمة الدولية قرارها الاتهامي وكيفية تعاطي الحكومة اللبنانية مع هذا القرار». وزار الوفد الاميركي رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط في منزله في بيروت، في حضور الوزيرين في حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي ووائل ابو فاعور والنائبين علاء الدين ترو وايلي عون ونائب رئيس الحزب للشؤون الخارجية دريد ياغي وامين السر العام في الحزب المقدم شريف فياض، وجرى البحث في تطورات الوضع في المنطقة ولم يدل الوفد الاميركي بأي تصريح. وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري التقى الوفد الاميركي ليل اول من امس، في «بيت الوسط»، وحضر اللقاء نادر الحريري والمستشاران محمد شطح وهاني حمود، وجرى عرض الأوضاع في لبنان والمنطقة إضافة إلى العلاقات الثنائية. وأقام الحريري مأدبة عشاء على شرف الوفد، وجرى خلالها استكمال مواضيع البحث. وزار الوفد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي وجرى البحث في المساعدات الاميركية الى الجيش. كما زار الوفد ضريح الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري حيث وضع اكليلاً من الزهر. كما زار الوفد رئىس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي عبّر عن خيبته من الفيتو الأميركي في مجلس الأمن. وذكر بيان صادر عن السفارة الأميركية عن زيارة الوفد الاميركي، ان لقاءاته شملت «زعماء سياسيين لبنانيين آخرين»، وان ماكين وليبرمان أعلنا خلال لقاءاتهما «دعم الولاياتالمتحدة المستمر لسيادة لبنان واستقراره وازدهاره»، ودعوا «الحكومة المقبلة الى توفير الاستقرار وتعزيز العدالة لشعب لبنان من خلال احترام الاتفاقات الدولية»، وأشارا الى ان «المجتمع الدولي سيحكم على لبنان من خلال تركيبة مجلس الوزراء المقبل، وبيانه الوزاري، وفي نهاية المطاف الإجراءات التي سيتخذها في ما يتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان والتزامات لبنان الدولية الأخرى». وأضاف البيان ان ماكين «قال إن عمل المحكمة ذو أهمية حيوية للأمن والاستقرار والعدالة في لبنان، ومن المهم أن تستمر. إن أي حكومة ذات صفة تمثيلية حقيقية لكل لبنان، لن تتخلى عن الجهود الرامية إلى إنهاء عهد الإفلات من العقاب على الاغتيالات في البلاد». أما ليبرمان، فشدد في البيان على ان «هذه اللحظات هي من الاوقات الحاسمة في لبنان، والاختيار بين العدالة والسلام في لبنان هو خيار زائف». وأضاف: «لا يمكن أن يكون هناك سلام أو استقرار في لبنان من دون عدالة لرفيق الحريري والعشرات غيره». وانتقد الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة، في بيان زيارة الوفد الاميركي الى لبنان «مبدياً نصائحه ورأيه في تشكيل الحكومة، في الوقت الذي ينتفض فيه الشارع العربي ضد أنظمة القمع والفساد والخيانة وبالتالي يوجه رصاصة الرحمة للمشاريع الخارجية والأميركية تحديداً».