القيصرية جراحة يتم فيها شق جدار البطن والجزء السفلي من الرحم، من أجل استقبال المولود الجديد من خلاله عوضاً عن الممر الطبيعي. وباتت القيصرية اليوم من العمليات السهلة بفضل تقدم التقنيات الجراحية وعمليات نقل الدم واستعمال المضادات الحيوية وتطور وسائل التخدير. وتجرى الجراحة القيصرية لأسباب طبية طارئة تجعل الولادة من الطريق الطبيعي محفوفة بالخطر، سواء للجنين أم للأم أم لكليهما. ومن هذه الأسباب الجنين العملاق، والتفاف الحبل السري، والوضعية المعيبة للجنين، وانغراس المشيمة، والحمل التوأمي وإصابة الأم بأمراض خطيرة وغيرها. والى جانب الجراحة القيصرية التي تجرى لأسباب طارئة، فإن هناك القيصرية المبرمجة، أي التي يتم تحديد موعدها في وقت ما من الحمل بناء على اتفاق بين الأم والأب من جهة والطبيب المولّد من جهة أخرى. وتكثر في أيامنا هذه عمليات الولادة المبرمجة لأسباب شخصية بحتة، خصوصاً في البلدان الغربية، الى درجة أن نسبتها أصبحت تشكل أكثر من 40 في المئة من مجموع الولادات في بعض الدول المتطورة. صحيح أن نسبة الأخطار في القيصرية هي نحو واحد في الألف، لكن هذا لا يعني أنها أفضل من الولادة بالطريق الطبيعية، فالأخيرة تبقى الأفضل لأن مساوئها أقل من نظيرتها في القيصرية. ومساوئ القيصرية كثيرة، منها أن الأم قد تتعرض لمشكلة ما أثناء التخدير، أو قد ينتج من شق البطن التصاقات في الأعضاء الداخلية للمرأة ما يعرضها الى مشاكل أخرى، إضافة الى احتمال حدوث تمزق الرحم أو النزف والى ظهور عراقيل أمام الولادة الطبيعية في الحمول اللاحقة. أما من جهة الأطفال المولودين بالقيصرية فهم يعانون أيضاً، اذ غالباً ما يتعرضون لمشكلات تتعلق بالتنفس، وكثيراً ما يحتاجون الى وضعهم في حاضنات أو يحالون على عيادات عصبية متخصصة.