تحدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزير الخارجية ريكس تيلرسون إجراء «مقارنة لاختبارات ذكاء»، إذا كان الأخير نعت فعلاً الرئيس ب «أحمق». وقال ترامب لمجلة «فوربس»: «أعتقد بأنها أخبار مزيفة، ولكن إذا فعل ذلك، أعتقد بوجوب أن نقارن اختبارات الذكاء، وأستطيع أن أقول لكم مَن سيفوز». وكانت شبكة «أن بي سي نيوز» بثّت أن تيلرسون وصف ترامب ب «الأحمق»، أمام أعضاء في فريق الأمن القومي للرئيس ومسؤولين في الإدارة الأميركية، بعد اجتماع في مقرّ وزارة الدفاع في 20 تموز (يوليو) الماضي. ونقلت عن ثلاثة مسؤولين بارزين في الإدارة أن وزير الخارجية كان مستعداً لتقديم استقالته، بعد خطاب ألقاه ترامب، مستدركين أن نائب الرئيس مايك بنس تدخل لثني تيرسلون عن الأمر، مطالباً إياه بالبقاء في منصبه لسنة على الأقل. وعلّق تيلرسون على التقرير واصفاً ترامب ب «ذكي» و «يحب وطنه»، مؤكداً أنه لم يفكّر في الاستقالة. وسُئل هل وصف ترامب ب «أحمق»، فندد بتقارير «خاطئة»، وزاد: «لن أهتم بأمور سخيفة إلى هذا الحدّ، ولا هدف لهذه الأمور سوى بثّ الفرقة، ولن أشارك في جهود لتقسيم الإدارة». على صعيد آخر، برّر ترامب صعوبة التوصل إلى اتفاق مع الديموقراطيين في الكونغرس لتمرير قانون جديد للهجرة بأنهم «لا يريدون حدوداً آمنة» و «لا يهتمون بسلامة الولاياتالمتحدة». من جهة أخرى، أعلنت موسكو أنها أسقطت اتهامات ضد شبكة «سي أن أن» الأميركية، بانتهاكها قانون الإعلام الروسي، مشيرة إلى أنها ستواصل بثها في روسيا. وقال رئيس هيئة تنظيم البثّ في روسيا ألكسندر زاروف إن المسألة سُوِيت بعدما وافقت الشبكة على تصحيح تفاصيل رخصتها الروسية التي تظهر على الشاشة خلال البث. أتى ذلك بعد تهديد روسيا وسائل إعلام أميركية تعمل على أراضيها بقيود قانونية أخرى، إثر شكوى قناة «روسيا اليوم» من عراقيل تواجهها نشاطاتها في الولاياتالمتحدة. ووجهت وزارة العدل الروسية رسالة إلى «وسائل إعلام أميركية عاملة في روسيا»، تحذرها من أن «مخالفة القانون الروسي غير مقبولة». ولفتت إلى أن الرسالة شكّلت «إجراء ردّ على اضطهاد تتعرّض له وسائل الإعلام الروسية في الولاياتالمتحدة». وأعلنت إذاعة «أوروبا الحرة» التي يموّلها الكونغرس الأميركي أنها تلقت رسالة تحذير من أن نشاطاتها قد تخضع لقانون روسي يلزم المنظمات غير الحكومية التي تستفيد من تمويل خارجي، التسجّل بصفة «عميل أجنبي»، علماً أن القانون الذي أُقرّ عام 2012 لم يُستخدم ضد وسائل الإعلام. وذكر مشروع «كارنت تايم» الذي تنتجه «أوروبا الحرة»، بالتعاون مع «صوت أميركا»، ويستهدف روسيا ودولاً في وسط أوروبا وشرقها، أنه تلقى تحذيراً من وزارة العدل الروسية يهدد بقيود على الإذاعة. وتلقى مشروعان آخران ناطقان بالروسية الرسالة ذاتها، ووَرَدَ فيها: «وفقاً للهيئات الروسية المختصة، يندرج نشاط منظمتكم تحت معايير مذكورة في القانون الاتحادي للمنظمات غير التجارية- العملاء الأجانب. نشاط مؤسستكم قد يُحظر». وأكد مسؤول في وزارة العدل الروسية توجيه الرسالة، لافتاً إلى أن «مبدأ الردّ بالمثل سيُطبق بناءً على الإجراءات التي ستطبقها الولاياتالمتحدة على وسائل إعلام روسية». وأعلنت ناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية أن موسكو قد تطبّق «إجراءات مماثلة» على صحافيين ووسائل إعلام أميركية في روسيا. واتهم مسؤولون روس واشنطن بممارسة ضغوط غير مبررة على نشاطات «روسيا اليوم» في الولاياتالمتحدة، علماً أن الكرملين يموّل القناة التي يتهمها بعضهم في واشنطن بالتدخل في السياسيات الأميركية الداخلية.