أبدى عدد من مؤلفي الدراما الدينية تفاؤلهم بالثورة المصرية، خصوصاً في ما يتعلق بتغيير أفكار القائمين على الإنتاج في القطاعات الحكومية، والذين تسببوا في تجميد عشرات المسلسلات الدينية طوال السنوات الماضية. وكشف المؤلف بهاء الدين إبراهيم أن قطاع الإنتاج في التلفزيون تسبب في وأد مشروع مسلسلين كان يعكف على كتابتهما، الأول يتناول قصة حياة الإمام «ابن تيمية» والثاني عن معاوية بن أبي سفيان. وقال: «ابن تيمية» من الفقهاء الكبار، ويسود اعتقاد انصار الجماعات المتطرفة أنه إمامهم وقائدهم، وهم يستندون إلى فقهه في أعمالهم المتطرفة، وحين قرأته وجدت أنهم أخذوا جزءاً منه حين كان الحاكم خائناً ويبيع البلد للتتار، بينما هو في فقهه وأساسياته لا يعارض الحكم ويؤيد استقراره وعدم الخروج على الحاكم اتقاء للفتن. وهذا ما سلّط الضوء عليه في السيناريو الذي قدمته إلى قطاع الإنتاج قبل فترة، فوجدت هجوماً شديداً بدعوى أنه فقيه التطرف وقالوا لي: «لا تدخلنا في مشاكل لا قبل لنا بها». وأضاف: «الأمر ذاته تكرر مع مسلسل «معاوية بن أبي سفيان»، فبعد كتابتي الحلقات الأولى منه تجمد العمل، بحجة الخوف من عدم بيعه إلى الدول التي لها توجه شيعي، وأنه سيسبب مشاكل كثيرة، على رغم أنني كنت سأقدمه كما هو، خصوصاً أن الفترة التي عاشها إلى جانب حياته كانت زاخرة بالأحداث الدرامية، والمسلسل لم يكن يساند وجهة نظر معينة بل كان يعرضها فقط». وأشار إبراهيم إلى أن الموجودين في السلطة كانوا يعتقدون بأنه كلما زادت الجرعة الدينية زاد الإرهاب وزادت العناصر المتطرفة في المجتمع، من هنا طالبوا بالتخفيف منها وإبعادها من الاهتمام العام، و «هذه نظرية خاطئة تماماً لأن من يعرف دينه يستحيل عليه أن يكون متطرفاً أو إرهابياً». أما المؤلف عايد الرباط فقال انه لم يفقد الأمل يوماً في عودة الدراما الدينية في مسلسلات تتناول سير أعلام المسلمين ومعاركهم وغزواتهم وفتوحاتهم، وأضاف: «الملايين التي كان يتكبدها المنتجون في مسلسلات استعراضية تنتهي صلاحيتها بمجرد عرضها مرة واحدة، مع العلم انه كان يمكن أن يستثمروا نصفها في إنتاج أعمال دينية هادفة وصالحة في أي وقت. ولو فكر هؤلاء بلغة استثمار المال فإن مكاسبهم المادية من المسلسلات الدينية ستكون أكبر بكثير على المدى الطويل، إذ يمكن إعادة بيع هذه الأعمال في أي وقت ولأي محطة فضائية. ولفت إلى وجود أكثر من مسلسل لديه حبيس أدراج قطاع الإنتاج منذ فترة. وأكد المؤلف محمد أبو الخير الذي قدم تسعة أجزاء من مسلسل «القضاء في الإسلام»، فضلاً عن «المرأة في الإسلام» تأجيل قطاع الإنتاج بقية أجزاء «المرأة في الإسلام» إلى جانب مسلسل «سعيد بن المسيب» على رغم وضعه في خطة الإنتاج أكثر من مرة لأسباب «واهية»، وقال: «كتبت العمل منذ أكثر من عشر سنوات، وحصل على كل الموافقات الرقابية ومجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، واخترت شخصية لا يعرف عنها كثر شيئاً، وهي «فقيه الفقهاء» الذي تزوج ابنة أبي هريرة فكان أعلم الناس بحديثه، لكنّ المسلسل لم يبصر النور لأسباب معروفة». ولفت إلى أنه كان يطالب كتّاب الدراما الدينية طوال الأعوام الماضية بالثبات ومقاومة من يمكن تسميتهم بأعداء الفن والإبداع والدين، وأضاف: «النظام السابق خلق المنتج الذي يبحث عن الربح المادي فقط، وإن كنت أرى أن كثراً من المنتجين أضروا بكل النماذج الدرامية سواء أكانت تاريخية أو دينية أو اجتماعية، لأنهم يهتمون بالأمور التجارية، ومنهم من ليس له نصيب من الاهتمام بالوطنية أو القيم والأخلاق والتاريخ والتراث». وأوضح المؤلف نبيل حرك أن «قطاع الإنتاج أصيب بخيبة كبيرة حين ترك التلفزيون للدخلاء من المنتجين المتنفذين». وأشار الى أن قطاع الإنتاج ماطله كثيراً لتنفيذ أكثر من مسلسل له على رغم موافقة الرقابة والأزهر على التصوير، ومنها «عصر التابعين» الذي يتناول عدداً من التابعين الأوائل و«شروق الإسلام» حول انتشار الإسلام في بلاد فارس، «وما ينطق عن الهوى» وهو عبارة عن جزءٍ ثانٍ من «أنوار الحكمة».