تمكن فريق طبي سعودي في الرياض أمس من فصل التوأم السيامي الجزائري «سارة وإكرام»، بعد جراحة استمرت نحو 10 ساعات، وتعد تلك الجراحة ال29، التي تجريها مدينة الملك عبدالعزيز في الحرس الوطني. وترأس الفريق الطبي المكون من 38 طبيباً واختصاصيين، وفنيين وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، إذ مرت الجراحة بتسع مراحل بدأت بالتخدير من دون مضاعفات، من خلال وضع القسطرة الشريانية والوريدية المركزية، وعمل أشعة للتأكد من القسطرة، وأنابيب التنفس، وتبعها الإعداد والتعقيم لتحديد مكان القطع الأولي للعملية ومن ثم التعقيم وتحديد قطع التوائم، والثالثة بداية الفتح بشق الجلد، واستخدام مشرط الليزر الحراري لتقليل من كمية النزيف، وتبعها فصل الجهاز التناسلي للتوأم الذي يملك كل منهما جهازاً بولياً وتناسلياً كاملاً، ثم فصل الجزء السفلي من المستقيم وفتحة الشرج لكلا التوأمين من دون أي مضاعفات، ومن ثم فصل الحبل الشوكي الذي استغرق ثلاث ساعات. وفي المرحلة السادسة استطاع الفريق الطبيى الجراحي المسؤول عن الأعصاب إتمام عملية فصل الحبل الشوكي، والتأكد من عمل الأعصاب بشكل طبيعي، وإغلاق غشاء السحايا، ووضع صمغ خاص لغشاء السحايا للمحافظة على الحبل الشوكي، وتبعه ذلك فصل العظام العجزية والفقرات السفلية من العمود الفقري وفصل التوائم عن بعضهما بحيث أصبحت كل واحدة مستقلة جسدياً عن الأخرى، وبعدها تمت إعادة ترميم الأعضاء، ومن ثم إغلاق الجروح في مرحلتها ونقلهما إلى العناية المركزة للأطفال. وقال والد التوأمين حسين أبو خبزة ل «الحياة»: «استقبلت اتصال وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، أثناء مرافقته مع خادم الحرمين الشريفين في رحلة العلاج بعد تقرير تلفزيوني عن حالة ابنتيّ، وبعدها تم التنسيق بين الربيعة، والطبيب المتابع لحالة التوأم، وبعد أن اطلع على حالتهما الصحية. وأضاف أن الربيعة طلب منه الانتظار، كونه لا يمكن إجراء جراحة الفصل في الفترة الحالية، لأن وزن الأطفال لم يصل إلى تسع كيلوغرامات، مشيراً إلى أنه بعد وصول وزير الصحة إلى المغرب مع خادم الحرمين الشريفين تم الاتصال بهم للاطمئنان على صحة التوأمين. وتابع: «تم التنسيق مع السفارة السعودية في الجزائر لإنهاء إجراءات استخراج أوراق السفر والعلاج الرسمية، وهذا لم يستغرق 72 ساعة»، لافتاً إلى أنه بعد حضورهم إلى المملكة ناقش الفريق الطبي حالة التوأم الحالية، وقدموا لهما شرحاً تفصيلياً عن الجراحة. وذكرت والدة التوأم أنه أثناء الكشف خلال فترة الحمل اتضح أن الطفلين متلاصقين في الظهر، وهو «ما جعلني أستفسر عن حالتهم الصحية، وأخبرتنا الطبيبة المتابعة للحالة، أنه ربما يكون الالتصاق في الجلد فقط، وربما بعد الولادة يمكن معالجه الأمر، وبعد الولادة علمت أن الطفلين ملتصقان، وبعد عدد من المحاولات علمنا أن جراحة الفصل لا تجرى إلا السعودية فقط». بدوره، شكر سفير الجزائر في السعودية الدكتور لحبيب أدامي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تكفله بإجراء جراحه فصل التوأم السيامي الجزائري، مؤكداً أن هذه اللفتة الكريمة فرّجت كربة عائلة عانت من وضع ابنتيهما. وأكد أن تلك اللفتة من خادم الحرمين الشريفين ستعزز العلاقات بين الشعبين الصديقين والحكومتين، وستسهم تقوية أواصر المحبة والأخوة والتعاون، والترابط. إلى ذلك، عرضت قاعة الدكتور سمير حريب في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني بثاً مباشراً من خلال موقع الشؤون الصحية على الشبكة العنكبوتية لعرض وقائع الجراحة. وبث التلفزيون الجزائري العديد من أحداث الجراحة بشكل مباشر من غرفة العمليات، التي يشارك فيها نحو 38 طبيباً واختصاصياً وفنياً، إضافة إلى 100 عضو مساند في أقسام عدة من مدينة الملك عبدالعزيز في الحرس الوطني في الرياض.