نجح الفريق الطبي الجراحي السعودي المتخصص برئاسة وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة و38 طبيبا واختصاصيا وفنيا، و100 عضو من فريق المساندة اللوجستية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض صباح أمس، في فصل التوأم السيامي الجزائري «سارة وإكرام» التي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإجراء عملية فصلهما على نفقته الخاصة. واستطاع الفريق إجراء العملية في عشر ساعات عكس ما كان مقررا لها ب 12 ساعة، ومرت بتسع مراحل، بدأت الأولى بالتخدير بدون مضاعفات، ثم الإعداد والتعقيم، وبداية فتح شق الجلد باستخدام مشرط الليزر الحراري لتقليل كمية النزيف، حيث تم شق التوأم من الأمام إلى الخلف، أعقبها فصل الجهاز التناسلي للتوأم حيث تملك كل منهما جهازا بوليا وتناسليا كاملا، كما تم فصل الجزء السفلي من المستقيم وفتحة الشرج بدون أي مضاعفات، وفصل الحبل الشوكي، في حين كانت المرحلة السادسة «الحرجة» لاحتوائها على الحبل الشوكي العصبي، واستطاع الفريق الطبي الجراحي المسؤول عن الأعصاب إتمام عملية فصل الحبل الشوكي بدون أي مضاعفات، وتم التأكد من عمل الأعصاب بشكل طبيعي، كما تم وضع صمغ خاص لغشاء السحايا للمحافظة على الحبل الشوك، وبعد ذلك انتقل الفريق إلى المرحلة السابعة التى تم فيها فصل العظام العجزي «الفقرات السفلية من العمود الفقري» وفصل التوأم عن بعضهما، حيث أصبحت كل واحدة مستقلة جسديا عن الأخرى، ثم بدأت المرحلة الثامنة لإعادة ترميم الأعضاء، وانقسم الفريق الطبي إلى قسمين لكل واحدة، وأغلقت الجروح بعد ذلك في مرحلتها التاسعة والأخيرة، ونقل التوأم إلى العناية المركزة للأطفال. وعرضت قاعة الدكتور سمير حريب بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بثا مباشرا لوقائع العملية من خلال موقع الشؤون الصحية على الإنترنت، وذلك لتمكين القنوات التلفزيونية المحلية والعربية والعالمية من نقلها مباشرة، حيث قام التلفزيون الجزائري بنقل وبث العديد من أحداثها من غرفة العمليات. رفع والد السيامي الجزائري أبو رقية من جهته، أسمى آيات الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على تكفله بفصل التوأم على نفقته الخاصة، داعيا الله أن يطيل في عمره ويجعل ذلك في ميزان حسناته. وأوضح ل «شمس» أنهم كانت لديهم معلومات أن الطفلتين ملتصقتان منذ فترة الحمل «لم نكن نتوقع أن تكون الحالة بهذه الصعوبة إلا بعد ولادتهما في 17 ديسمبر 2010م، وبدأنا البحث عن طريقة فصلهما، ولأن التخصص لا يوجد إلا في المملكة وفرنسا، كان توجهنا إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الذي استجاب في الحال، واتصل بنا وزير الصحة الدكتورعبدالله الربيعة الذي تابع حالة التوأم الصحية، وكانت المتابعة مستمرة من خادم الحرمين الشريفين ومن الدكتور الربيعة حتى حضورنا إلى المملكة». وقدم سفير جمهورية الجزائر الدكتور لحبيب آدامي، شكره وتقديره إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والفريق الطبي الجراحي، سائلا الله أن يدخر ذلك في موازين أعمالهم. وأكد ل «شمس» أن تميز الفريق الطبي السعودي وعلى رأسه وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة صار مضرب المثل عالميا، ومصدر فخر للعرب والمسلمين عموما، مشيرا إلى أن اللفتة ستعزز العلاقات بين الشعبين الصديقين تحت قيادتي البلدين، وستعمق أواصر المحبة والأخوة والتعاون والترابط.