تحول الخوف والرعب إلى بردٍ وسلام على قلوب سكان جدة ليل أول من أمس (الأربعاء)، على بعد هطول أمطار تراوحت شدتها بين الغزيرة والمتوسطة والخفيفة. وبدت شوارع جدة مساء أول من أمس (الأربعاء) شبه خالية من العربات بعد أن بدأ سكانها يدركون أهمية التعاطي مع التحذيرات وأخذها على محمل الجد خصوصاً مع ارتباط الأربعاء بكوارث جدة السابقة. وانتشرت الجهات المعنية بالتعامل مع الأمطار والسيول وتوزعت على المناطق المختلفة التي شهدت في السابق تجمعات مياه وأضراراً مادية وبشرية وتقاطعات الشوارع، وكانت في حال تأهب للتدخل السريع إذا استدعت الظروف المناخية ذلك. وفي الطائف، تسببت الأمطار في ثلاثة انهيارات في عقبة الهدا. وأكد مدير مرور المحافظة العقيد عبدالله آل عبيد أن إدارته بالتعاون مع مرور العاصمة المقدسة اتخذت التدابير اللازمة وفق خطة تنفذ في مثل هذه الظروف المناخية، يتم من خلالها منع المركبات من التوجه إلى طريق الهدا وتوفير البدائل الآمنة، موضحاً أن هذا التعاون أسهم في الحيلولة من وقوع تلفيات وإصابات في صفوف قائدي المركبات ومرافقيهم إذ تم توجيههم إلى الطرق الأخرى. ووقف مدير فرع وزارة النقل في منطقة مكةالمكرمة المهندس مفرح الزهراني أمس (الخميس) على مواقع الانهيارات في عقبة الهدا، إذ من المتوقع أن تستمر إزالة الصخور المنهارة جراء الأمطار خلال 24 ساعة. وأكد الناطق الإعلامي في صحة الطائف سعيد الزهراني رفع جاهزية المستشفيات كافة على مدى اليومين الماضيين تحسباً للطوارئ، مشيراً إلى أن الوضع مطمئن، ولم تسجل المرافق الصحية استقبال حالات تتطلب التدخل العلاجي على إثر هطول الأمطار. وبالعودة إلى جدة التي مرت على سكانها ساعات عصيبة قبل المطر هرعوا قبل هطوله إلى جلب حاجاتهم من المراكز التجارية والعودة إلى منازلهم، خصوصاً بعد إطلاق تحذيرات سبقت الأمطار بثلاث ساعات من تشكيلات من السحب قادمة من اتجاهات الشرق والشمال والغرب. وجالت «الحياة» مع بدء تساقط المطر عند الساعة التاسعة من ليل أول من أمس (الأربعاء) في أحياء جنوبجدة وشرقها ووسط البلد، ولاحظت انتشار الدفاع المدني والجهات الأمنية المساندة وتوزيع الآليات والضباط والأفراد في الشوارع والتقاطعات ومداخل الأحياء، وتوزيع فرق إنقاذ وقوارب مطاطية وآليات لنقل الأفراد، إضافة إلى الغواصين من الجهات الأمنية والمتطوعين. وأوضح مدير الدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبدالله جداوي في حديثه إلى «الحياة» أن 300 آلية تم نشرها في أرجاء المحافظة، خصوصاً المناطق التي تشهد خلال الأمطار ارتفاعاً في منسوب المياه والمناطق الشعبية ومناطق شرق المحافظة، إضافة إلى الآليات الأخرى التي كانت جاهزة للتدخل في مركز الإسناد.br / وأضاف أن كل آلية يرافقها أربعة من أفراد الدفاع المدني، مع عربات نقل الأفراد التابعة للجيش والحرس الوطني، إذ شارك قطاع الجيش والحرس الوطني بعدد 80 عربة، وقوارب مطاطية مزودة بالأفراد والغواصين من حرس الحدود. وأشار إلى أن أمطار الأربعاء لم تسفر عن أي وفيات أو إصابات عدا بعض الحوادث البسيطة مثل الالتماسات الكهربائية والتي جرى التعامل معها على الفور وانهيارات بسيطة لأسقف خمس بنايات شعبية، لم تتسبب في إصابات، وسقوط بعض اللوحات الدعائية في الشوارع نتيجة الرياح، في ما تم التعامل مع تجمعات المياه من قبل الأمانة وتم رفعها من بعض المناطق على الفور. ونوه الجداوي باستمرار عمليات سحب المياه، خصوصاً حي السامر الذي وصل منسوب المياه فيه إلى 45 سنتيمتراً، مشيراً إلى التعاون من قبل الجهات المعنية في تطبيق خطط وتدابير الدفاع المدني للتعامل مع الحالات الطارئة. وأوضح المدير التنفيذي للجنة الأمطار في أمانة جدة المهندس هشام عابدين ل«الحياة» أنه بعد توقف الأمطار انطلقت 60 فرقة من فرق الأمانة لإزالة تجمعات المياه في الطرق الرئيسة بالمحافظة الساحلية، إذ رصدت 100 موقع مختلف داخل مدينة جدة، أزيلت المياه في أكثر من نصف تلك المواقع، معتبراً أحياء السامر والبغدادية ومنطقة البلد مواقع متضررة من أمطار الأربعاء، لافتاً إلى أن 250 ناقلة مياه، إضافة إلى 80 مضخة جاهزة للاستخدام لإزالة تجمعات المياه، مشيراً إلى أن حال الاستنفار ستتواصل لدى الأمانة إلى اليوم (الجمعة) إن لم تهطل أمطار، مشدداً على أنه في حال هطولها فإن حال الاستنفار ستستمر إلى غدٍ (السبت) أو بعد غدٍ (الأحد). من ناحيته، أبان المدير العام للمرور في جدة العميد محمد حسن القحطاني أن الفترة الزمنية لهطول الأمطار كانت طويلة، ولكنها كانت دون المتوسط مما أدى إلى عدم تضرر الطرق في جدة، كاشفاً ارتفاع منسوب تجمع المياه في طريق المدينة دفع إدارة المرور إرسال عدد من الدوريات تحسباً لأي طارئ، مفيداً أن 16 موقعاً تم تغطيتها من قبل المرور والجهات ذات العلاقة كافة، مشدداً على أنه لم يتم إغلاق أي من الطرق أو الأنفاق في جدة أو أي جوانب متعلقة بالطرق باستثناء توقف إشارتين مروريتين عن العمل، في ما تم إغلاق عبارة السامر (الوفاء) أمام السيارات والمارة تفادياً لحدوث أي أخطار على مستخدميها، مبيناً أن خطة المرور تقضي عند هطول الأمطار بوجود سيارات الدوريات ذات الدفع الرباعي في المواقع المحتمل ارتفاع منسوب المياه فيها، إضافة إلى وقوفها على جانبي الأنفاق. وفي ما يختص بالوضع الصحي، أكد المدير العام للشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداود أن الأمطار لم تسفر عن أي إصابات، منوهاً إلى أن الوضع مطمئن، ومشيراً إلى أن حال التأهب ستستمر في مستشفيات وزارة الصحة كافة في المحافظة سواء من ناحية الكوادر البشرية أو الإمكانات الفنية. وفي الجانب الملاحي، أعلن مدير ميناء جدة الإسلامي الكابتن ساهر طحلاوي عدم توقف الحركة الملاحية في ميناء جدة الإسلامي، مفيداً أن حركة الرياح شهدت ارتفاعاً خلال ساعات الصباح الأولى أمس (الخميس) إلا أنها لم تتجاوز الحد المسموح بالحركة الملاحية فيه المحدد ب30 عقدة. ووصف المتحدث باسم هيئة الطيران المدني خالد الخيبري الوضع ب«الجيد»، مؤكداً أن الرؤية كانت واضحة فجر أمس (الخميس)، ملمحاً إلى أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة على تواصل مستمر مع المراقبين الجويين في مطار الملك عبدالعزيز لإمدادهم بمعلومات عن الطقس.