أعلن محافظ جدة رئيس اللجنة الفرعية للدفاع المدني بالمحافظة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز أن أمطار اليومين الماضيين لم تتسبب في أي وفيات، فيما تم إنقاذ 85 حالة احتجاز بالطيران العامودي و200 حالة بالقوارب المطاطية، إضافة إلى أعداد أخرى أنقذها رجال الدفاع المدني بالآليات والمعدات المستخدمة. وناشد الأمير مشعل عقب اجتماع طارئ شاركت فيه الجهات المعنية، الأهالي والمقيمين بالمحافظة بالتزام الهدوء والتقيد بالتعليمات والتزام منازلهم وفق تعليمات الدفاع المدني. موضحا أنه تم البدء الفوري في أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتوجيه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، ومتابعة من أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بالعمل على البدء بالدراسات العاجلة للمتضررين، وما يتم اتخاذه لرفع وسرعة إعادة الوضع والتكاتف السريع بين الأجهزة الحكومية ذات العلاقة. إلى ذلك، أوضح مدير المراسم والعلاقات العامة بالمحافظة ياسر المداح أن كمية المياه التي هطلت على جدة قدرت ب 112 مليمترا، مشيرا إلى أنها تصنف ضمن المعدلات العالية جدا، التي لم تشهدها جدة منذ عدة سنوات. وأدت الأمطار الغزيرة التي هطلت صباح أمس، بصورة غير مسبوقة في تاريخ جدة، إلى تعرض السد الاحترازي لانهيار ما أدى إلى غمر المياه حي النخيل المجاور لمخطط أم الخير، كما أدى إلى احتجاز مئات السيارات والمارة وطلاب المدارس وإغلاق ثلاثة طرق رئيسية وهي كوبري الميناء والحرمين ومكةجدة السريع ضمن إجراء احترازي، فيما أشارت «الأرصاد» إلى أن كمية الأمطار التي هطلت بلغت 112 ملليمترات بينما بلغت في «كارثة الأربعاء» العام قبل الماضي80 ملليمترا، ووسط توقعات باستمرار هطول الأمطار. وأدت الأمطار إلى غرق العديد من أحياء الجنوب والشرق مثل قويزة والعدل وكيلو 14 والمنتزهات وكيلو 10 والعمارية والكندرة والشرفية والبغدادية والعدل وغليل والجامعة والبخارية والسبيل الهنداوية، والمواقع التجارية وسط المدينة وشلت حركة السير في عدة مواقع. كما تأثر مخطط أم الخير وحي السامر شرقي جدة حيث أطلقت عدة تحذيرات من احتمالية وجود سيول منقولة قادمة من شرق جدة. وقال مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله الجداوي إن هناك فرقا ترصد مجاري الأودية بهدف الكشف عن أي سيول قد تكون قادمة إلى المحافظة في ظل تحذير من سيول فعلية لكن لم يتم التأكد ما إذا كانت منقولة أو تجمعات مياه عادية. وأضاف أنه تم استباق هذه الأمطار بتوزيع فرق الإنقاذ على عدة محاور وهو ما سهل مباشرة مئات البلاغات عن حالات احتجاز وارتفاع منسوب المياه في عدة مواقع. مشيرا إلى أن الدفاع المدني لجأ إلى التحذير من المخاطرة بإخراج من تبقى من الطلاب والطالبات من مدارسهم خوفا من تعرض مركباتهم للاحتجاز في الشوارع بسبب ارتفاع منسوب المياه. وأضاف الناطق الإعلامي بإدارة الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة الرائد عبدالله العمري أن القوارب المطاطية والطائرات العمودية أنقذت المئات في مخطط أم الخير بطريق الحرمين وشارع فلسطين حيث تم نقلهم إلى قاعدة الطيران قبل أن ينقلوا إلى مواقع الإيواء بالشقق المفروشة مباشرة، مشيرا إلى أن توقف حركة السير في الطرق يساهم في إعاقة الكثير من مهام الدفاع المدني لمباشرة بلاغات الاحتجازات في مواقع تجمعات المياه. وكشف الدفاع المدني عن احتجاز ما يزيد عن ألف شخص بسبب الأمطار، فيما علقت 600 طالبة بجامعة الملك عبدالعزيز، و 300 طالبة بكلية دار الحكمة، فيما احتجز موظفون في مختلف القطاعات في أماكن عملهم ومن بينهم موظفون في أمانة جدة. من جهة أخرى أدت الأمطار إلى تعطيل الاختبارات في المدارس وجامعة الملك عبدالعزيز فيما توقفت الحركة الملاحية في ميناء جدة الإسلامي على عكس مطار الملك عبدالعزيز الدولي الذي لم تتأثر رحلاته الواصلة أو المغادرة. وقال مدير الميناء ساهر الطحلاوي ل«شمس» إنه تم إيقاف الحركة الملاحية بعد تلقي التحذيرات من الجهات المعنية بالتنسيق مع برج المراقبة. من جانب آخر أوضحت الهيئة العامة للطيران المدني أن الأمطار لم تؤثر على الحركة الجوية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي. وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة خالد الخيبري إن أجهزة التشغيل في مرافق المطارات وكذلك أجهزة الملاحة الجوية مهيأة مسبقا للتعامل مع هذه الأوضاع من خلال استخدام التقنية التي وفرتها الهيئة والمتمثلة في أجهزة المراقبة الجوية والرادارات المتقدمة. إلى ذلك أكد مدير الإدارة العامة للتحاليل والتوقعات بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة شاهر أبو حميد ل«شمس» أن الأمطار التي شهدتها سجلت قيمة قياسية لم تسجل في تاريخ الرصد لأمطار المحافظة بحسب محطة الأرصاد في الجامعة التي سجلت 112 ملليمترات في فترة قياسية مشيرا إلى أن محطات الرصد لا تزال تراقب الموقف. وذكرت الرئاسة على لسان الناطق الإعلامي حسين القحطاني أن الفرصة لا تزال مهيأة لهطول أمطار تتخللها خلايا رعدية على مناطق مكةالمكرمة. من جانب آخرا ذكرت إدارة مرور محافظة جدة أن 80% من الطرق مغلقة تماما، وطلبت عدم الخروج إلا للضرورة القصوى خصوصا وأن جميع الجهات تكاتفت في عمليات إنقاذ المحتجزين. كشف ذلك مصدر في إدارة أمن الطرق بمنطقة مكةالمكرمة، أن الخطوط الخارجية والمؤدية إلى جدة لم تتعرض لسيول قاطعة في الطرق الرئيسة المؤدية للمحافظة، وأن الحركة انسيابية، داعيا المواطنين والمقيمين المتجهين بين جدةومكة إلى إيقاف تحركاتهم لحين صيانة خط الحرمين. وأكد أن الخطوط الخارجية خالية من أي عوائق والحركة تسير بانسيابية .