احتجزت الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة جدة وثول مساء أول من أمس (الجمعة) عدداً من الأسر داخل السيارات وفي بعض المنازل بينها أربع أسر تم إنقاذها في ثول، ونساء في قاعة أفراح في شرق جدة، بينما شلت الحركة المرورية نتيجة ارتفاع منسوب المياه في الشوارع العامة والأنفاق التي ما زالت مغلقة حتى أمس (السبت)، كما تلقت غرفة عمليات الدفاع المدني مئات الاتصالات لطلب الاستغاثة. في غضون ذلك، استنفرت القطاعات الحكومية المعنية بتنفيذ خطط وتدابير الدفاع المدني للتعامل مع الحالات الطارئة تجهيزاتها الآلية والبشرية كافة، تحسباً لأي طارئ نتيجة الأمطار التي استمرت في السقوط بغزارة لأكثر من ساعة. وساد سكان محافظة جدة حال ترقب لم تخل من الفزع عقب تحول سماء جدة إلى سحابة سوداء وبدء الأمطار في الهطول بغزارة كبيرة تسببت في ربكة مرورية وشلل للحركة تماماً في بعض الشوارع والميادين العامة التي غمرتها المياه، ما أدى إلى تعطل واحتجاز عدد من السيارات التي ترجل منها ركابها هرباً للبحث عن مكان آمن. وفي الوقت الذي كانت تهطل فيه الأمطار بكثافة على أنحاء عدة من المحافظة خصوصاً في شمالها، كان الترقب والاستنفار يسيطران على شرقها الذي جعلت منه كارثة سيل الأربعاء قبل أكثر من عام «الأكثر شهرة»، إذ نشرت إدارة الدفاع المدني أعداداً كبيرة من الضباط والأفراد وتوزيع الآليات والمعدات والقوارب المطاطية في الأحياء المحاذية والقريبة من مجاري الأودية والسيول التي ظلت تحت المراقبة من دوريات متخصصة لتزويد غرفة العمليات بكل ما يطرأ في تلك الأودية، وقياس منسوب المياه فيها، بينما توزعت صافرات الإنذار المتنقلة في حال جاهزية لإنذار السكان في حال استدعى الأمر إخلاؤهم من المنطقة. وفيما كشفت أمطار أول من أمس نجاح خطة موقتة لاحتواء المياه من دهم مخطط أم الخير الذي طاولته أضرار جراء أمطار الخميس (قبل أسبوعين) وحاصرت المياه أحد المجمعات السكنية فيه وتسببت في بعض الانهيارات في المباني ما تطلب إخلاء وإيواء نحو 78 أسرة، تحول السيناريو هذه المرة نحو مخطط الأنوار القريب من بلدية بريمان إذ حاصرت المياه عدداً كبيراً من المنازل التي ارتفع منسوب المياه في طوابقها الأرضية لأكثر من متر ولجوء سكانها للطوابق العلوية وطلبهم الاستغاثة لإجلاء بعض كبار السن والأطفال المحتجزين عقب حدوث انهيار جزئي في سور إحدى البنايات، إذ تواجدت في المخطط أكثر من 10 قوارب مطاطية من الدفاع المدني وحرس الحدود وسيارات الإنقاذ والإسعاف التي نجحت في إخراج المحتجزين. وفي شرق طريق الحرمين، تمكنت فرق إسعافية من إخراج عدد من النساء من إحدى قاعات أفراح خلال حفلة زفاف عقب إطلاقهن نداءات الاستغاثة تم نقلهن بسيارات الإسعاف إلى مواقع آمنة، كما تسببت الأمطار في احتجاز نحو 10 سيارات في نفق طريق الملك عبدالله الذي لا يزال مغلقاً أمام حركة السيارات بعد ارتفاع منسوب المياه فيه لأكثر من مترين. وعن هذه الأحداث، أوضح مدير الدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبدالله جداوي أن الأجهزة المعنية بتطبيق خطط وتدابير الدفاع المدني استنفرت إمكاناتها كافة للتعامل مع الأمطار بعد تلقي تحذيرات من هيئة الأرصاد وحماية البيئة التي تزود غرفة العمليات بتقارير على مدار الساعة عن حال الطقس. وأكد ل «الحياة» أن المياه احتجزت أربع أسر في ثول تم إنقاذها، مشيراً إلى عدم وجود إصابات. وأضاف أنه جرى نشر عدد من الفرق لمتابعة الأودية في شرق جدة وتوزيع عدد من صافرات الإنذار المتنقلة، لافتاً إلى احتجاز عدد من المركبات في أحياء أبحر والشاطئ والنهضة وطريق المدينة جرى التعامل معها نتيجة كميات المياه المرتفعة، إذ تعمل الجهات المختصة على رفع المياه التي شلت الحركة في بعض المواقع. وأوضح أن القوارب المطاطية التابعة للدفاع المدني وحرس الحدود شاركت في تقديم المساعدة وإخراج بعض المحتجزين، فضلاً عن تلقي غرفة العمليات بلاغات حول التماسات كهربائية واحتجاز سيارات وأشخاص جرى كذلك التعامل معها بالتنسيق مع القطاعات ذات العلاقة من دون حدوث إصابات.