أعلنت ثلاث مجموعات شبابية من قطاع غزة تنشط على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» أمس عن تحالف جديد لتنظيم التظاهرات الهادفة إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني. وقالت «مجموعة شباب 15 آذار»، و«مجموعة شباب 5 حزيران»، و«شباب غزة نحو التغيير» في أول بيان مشترك لها أمس إنها اتفقت في ما بينها ومع عدد من المبادرات الأخرى على «التحالف تحت عنوان الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام والحفاظ على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وكرامته». وأَضاف التحالف إن «الحراك الشعبي يسعى إلى تحقيق ذلك من خلال حملة فعاليات شعبية ينخرط فيها الشباب وقوى وفعاليات وأطياف الشعب الفلسطيني كافة، وذلك اعتباراً من 14 آذار (مارس)» الجاري. وأكد أن «هذه الحملة الوطنية لن تنتهي إلا بإنجاز المصالحة والوفاق الذي يُعتبر خطوة أولى ضرورية نحو نيل الاستقلال وبناء الدولة المستقلة». ودعا الأمين العام ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أحمد سعدات من سجنه الإسرائيلي «كل أبناء شعبنا الفلسطيني وحركته الوطنية المناضلة وكادراته وشبابه إلى المشاركة بفاعلية في مسيرات 15 آذار، على أن يكون شعارها إنهاء حال الشرذمة والانقسام في الساحة الفلسطينية، وإسقاط نظام أوسلو وملحقاته». ونقلت عبلة سعدات ل «الحياة» عن زوجها توجهه «بخالص تحياته لكل هذه الجهود التي يقف على رأسها الشباب الفلسطيني متسلحاً بهويته النضالية وثوابته، وتأكيده وقوف جميع الأسرى في سجون الاحتلال معهم ودعمهم تحركاتهم ومطالبهم». وأضافت أن زوجها اكد أن «جماهير شعبنا أكثر قناعة الآن من أي وقت مضى بمدى قدرتها على أخذ زمام المبادرة بيدها، والضغط من أجل التغيير، وإنهاء الانقسام، ومحاسبة الفاسدين، وإسقاط اتفاق أوسلو الذي شهد سجن أريحا (حيث كان معتقلاً في سجن تابع للسلطة الفلسطينية تحت حراسة أميركية وبريطانية منذ عام 2002 وحتى اعتقال قوات الاحتلال له مع أربعة من رفاقه واللواء فؤاد الشوبكي في 14 آذار عام 2006) أحد فصوله وتبعاته الأليمة». وكشف أحد أعضاء الحراك الشعبي الناشط في القطاع محمد نجم (21 سنة) ل «الحياة» أن عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي مروان البرغوثي يدعم بقوة الحراك الشبابي من أجل إنهاء الانقسام. وقال نجم إن زوجة الأسير فدوى البرغوثي اتصلت بهم هاتفياً، وأبلغتهم بموقف زوجها من خلف قضبان السجن. وأشار إلى أنها أبلغتهم أيضاً أن البرغوثي سيعمل مع بقية الأسرى على إصدار بيان للرأي العام يعلنون فيه تأييدهم التحركات الهادفة إلى تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام. وعن توقعاته إن كانت السلطة الفلسطينية وحركة «حماس» ستعمل على منعهم من النزول مع آلاف الفلسطينيين إلى شوارع الضفة الغربية وقطاع غزة منتصف الشهر الجاري، قال نجم: «ليس لدينا عدو، لا السلطة ولا فتح ولا حماس، مطلبنا إنهاء الانقسام، وحماس خرجت الجمعة الماضية في تظاهرة للمطالبة بالمطلب نفسه، لذا ستسمح حماس بالتظاهر ضد الانقسام». وكشف أنه «في حال اعتدى علينا رجال الشرطة وأجهزة الأمن التابعة لحماس، لن ... نرشقهم بالحجارة أو الزجاجات الفارغة، بل سنلقي عليهم الزهر والورد». وأوضح أن «فئات الشعب كافة، من شباب وطلاب مدارس وجامعات وصحافيين ومدونين وكتاب ومثقفين وأكاديميين وشعراء وفنانين ورجال ونساء وأطفال وشيوخ وذوي الأسرى والشهداء، سينزلون إلى الشوارع، وسنبقى فيها إلى أن ينتهي الانقسام». ولفت إلى أن «هناك موسيقيين ومغنين سيشاركون أيضاً وسيغنون أغاني وطنية، فضلاً عن رجال دين مسيحيين ومسلمين». ودعا الفلسطينيين في الشتات والعرب والمتضامنين الأجانب إلى «النزول معنا إلى الشوارع» في 15 الجاري. وكشف ممثل «شباب غزة نحو التغيير» في التحالف «أبو يزن» ل «الحياة» أن التحالف «سيشرع اعتباراً من اليوم في تنظيم حملة إعلامية مكثفة للترويج للحراك الشعبي لإنهاء الانقسام، وإعلان الفعاليات، ودعوة السياسيين من الفصائل والصحافيين والحقوقيين والمدونين وغيرهم إلى المشاركة». وكشف أن التحالف «سينصب خيمة في حديقة الجندي أمام مقر المجلس التشريعي كي يبيت فيها المنظمون إلى أن ينتهي الانقسام». إلى ذلك، اعتقل عدد من رجال الشرطة بعد ظهر أمس ممثل «شباب 5 حزيران» في التحالف الناشط سامر أبو رحمة، إضافة إلى ماهر منصور ومحمود جمعة وطالب نعيم ومحمد مطر وماجد الأشقر أثناء رفعهم أعلاماً فلسطينية فوق المؤسسات في إطار الاستعداد ل 15 الشهر الجاري. وقال شاهد ل «الحياة» إن «عدداً من رجال الشرطة اعتقل أبو رحمة قرب مستشفى الشفاء»، مضيفاً أن «رجال الشرطة صادروا الأعلام من فتيات كن برفقته، ومنعوهن من رفعها فوق المؤسسات». وأفاد عدد من المدونين والشباب أن جهاز الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة استدعاهم لمقابلة ضباط في الجهاز مرات عدة خلال الأيام الماضية. وأوضح نجم ل «الحياة» انه استدعي أربع مرات خلال الأسبوعين الأخيرين، مشيراً إلى أن سيتوجه اليوم إلى مقر الجهاز في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة للغرض نفسه. وأشار إلى أن ضباط الأمن الداخلي حققوا معه عن علاقته بتنظيم حملة «الشعب يريد إنهاء الانقسام» في 15 الجاري. ولفت إلى أن الأمن الداخلي اقتحم منزل عائلته في 24 من الشهر الماضي، وأخذ جهاز الحاسوب المحمول «لاب توب» الخاص به وبطاقة هويته من دون إذن من النيابة العامة. وقال الناشط محمود المنيراوي (20 سنة) ل «الحياة» إنه استدعي أربع مرات، وتم تحديد موعد جديد له للحضور إلى مقر الأمن الداخلي الخميس المقبل. وأضاف أن الأمن الداخلي أخذ جهاز حاسوبه المحمول من منزل عائلته. وعلمت «الحياة» أن الجهاز استدعى أيضاً خلال الأيام الماضية الناشطين سعدي حمد، ومحمد إسماعيل، وأنس السعافين، وأن ضباط الجهاز أخذوا أجهزة الهاتف الخليوي الخاصة بهم، وجهاز حاسوب محمولاً «لاب توب» خاصاً بالناشط حمد، قبل أن يعيدوها لهم ثانية قبل أيام عدة. كما استدعى الجهاز ممثل «شباب 15 آذار» في التحالف الناشط أسعد الصفطاوي لمقابلة ضباطه أمس. وكان الصفطاوي التقى قبل أيام قليلة قيادياً بارزاً في «حماس» وتناولا التظاهرة الاحتجاجية منتصف الشهر الجاري الداعية لرأب الصدع الفلسطيني واستعادة اللحمة الوطنية.