أكملت أرامكو السعودية، أمس، اختياراتها لعطاءات أربع مقاولات خاصة ببرنامج سوائل الغاز الطبيعي في حقل الشيبة في أقصى جنوب شرق الربع الخالي، ووقع اختيارها على شركة سامسونغ الهندسية المحدودة لتنفيذ أعمال الهندسة وشراء المواد، والإنشاء، بنظام تسليم المفتاح لقاء مبلغ إجمالي مقطوع. وقالت «أرامكو»، إن نطاق هذه المقاولات الرئيسية يغطي إنشاء مرافق مدخل التغذية، ومرافق استخلاص سوائل الغاز الطبيعي، والتجفيف وضغط الغاز الرجيع والغاز الحامض، وتخزين سوائل الغاز الطبيعي وشحنه، إلى جانب تحسين مرافق مناولة الغاز في معامل فرز الغاز من الزيت الأربعة القائمة حالياً في حقل الشيبة، إضافة إلى مرافق أخرى ذات صلة بالمعامل. وأضافت: «كما يشمل نطاق هذه المقاولات مشروعاً تطويرياً مهماً يهدف إلى زيادة قدرة توليد الكهرباء إلى أكثر من واحد غيغاواط عن طريق تركيب أربع وحدات توليد مزدوج، وسبع وحدات أحادية الدورة، وتمديد خط نقل كهرباء بقدرة 230 كيلوفولط وبطول 50 كيلومتراً، إضافة إلى ما يرتبط بذلك من منافع كهربائية وغير كهربائية». وفي إطار مضيها قدماً في تنفيذ التزامها بتوريد الغاز للسوق المحلية، تعكف أرامكو السعودية حالياً على بناء معمل جديد لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي في حقل الشيبة في منطقة الربع الخالي، يستقبل من معامل فرز الغاز من الزيت القائمة المختلفة ما مقداره 2400 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز المرافق المنتج من حقل الشيبة، ليستخلص منها عناصر سوائل الغاز الطبيعي ذات القيمة المرتفعة. والشيبة أحد مشروعي غاز جديدين أعلنتهما «أرامكو»، والمشروع الثاني هو بناء محطة واسط للغاز التي ستكون الأضخم في المملكة التي أرست عقودها في وقت سابق، يضاف إليهما مشروع منيفة العملاق، لتغطية الطلب المتزايد على الغاز في السعودية. وسيقوم مشروع غاز واسط بمعالجة 2500 مليون قدم مكعبة قياسية يومياً من الغاز غير المصاحب من حقلي العربية والحصبة البحريين مع بدء الإنتاج المقرر في 2014. ولم تعلن أرامكو الكلفة التقديرية لمحطة واسط، لكن مصادر في القطاع قالت إنها قد تتكلف ما بين 6 و8 بلايين دولار. ويأتي معظم إنتاج المملكة من الغاز الطبيعي مصاحباً لإنتاج النفط، لذا تتأثر إمدادات الغاز بخفض المملكة إنتاج النفط الخام تماشياً مع تخفيضات منظمة أوبك. وقالت «أرامكو» في نشرتها السنوية لعام 2009 إن إنتاجها من الغاز غير المصاحب للنفط تجاوز للمرة الأولى إنتاجها من الغاز المصاحب في العام الماضي. وإلى جانب محطتي الخراسانية وكران للغاز، ستساعد محطة واسط السعودية في تحقيق هدفها برفع إنتاجها من الغاز الخام إلى 15.5 بليون قدم مكعبة يومياً بحلول 2015 من 10.2 بليون قدم مكعبة يومياً حالياً. أما مشروع منيفة للغاز الذي يعتبر من المشاريع العملاقة التي تنفذها أرامكو، فهو يتضمن بناء منشآت على الساحل بإمكانها إنتاج 750 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً و1700 طن من الكبريت ومعالجة الغاز غير المصاحب من حقل عربية البحري المكتشف في عام 2008. وتشتمل الأعمال الضخمة في منيفة على إقامة جسر يبلغ طوله 41 كيلو متراً وإنشاء 27 جزيرة حفر في المياه الضحلة، وهذا الجسر يمثل الركيزة الحيوية الأولى والأساسية في هذا المشروع، إذ يقع عدد كبير من الآبار التطويرية في منيفة في مناطق مغمورة ضحلة لا تناسب استخدام السفن لغرض تركيب المنصات البحرية وأجزائها المغمورة، وسيكون هذا الجسر عبارة عن شريان رئيسي بطول 21 كيلو متراً وجسور متفرعة منه يصل طولها الإجمالي إلى 20 كيلو متراً تصل الشريان الرئيسي بجزر الحفر. وتتضمن الأعمال أيضاً تشييد سبع منصات بحرية لحقن مياه البحر في آبار الزيت، وإنشاء 6 أخرى لإنتاج الزيت الخام، إضافة إلى إدخال تعديلات على المنصات القائمة ال 26 الخاصة بمراقبة ضغط المكامن. ويضم المشروع الذي أطلقته أرامكو العام قبل الماضي أيضاً تشييد مرافق المعالجة المركزية ومعمل فرز الغاز من الزيت الأساسي ومعامل المنافع وتأمين المياه ومرفق لحقن المياه وإنشاء منصات في المناطق المغمورة ومضخات كهربائية غاطسة وخطوط أنابيب لمراحل ما بعد الإنتاج إلى معمل الغاز في الخرسانية وفرضتي رأس تنورة والجعيمة.