رُبَّما كان من مهازل الحياة المعاصرة أن رياح التغيير أصبحت سلعة رائجة، بل موضة على مستوى الدول والحكومات والأفراد في تناحر عجيب بين أخذٍ ورد، من دون أثر يذكر للقيم والمثل والأخلاق، أو حتى أبسط طرق الحوار البناء الناجح الذي يبحر مركبه إلى بر الأمان غالباً وإن اختلفت التيارات المتناحرة. ففي معركة التغيير تلك غالباً ما يكون المنتصر فيها أخسر الخاسرين، لأنه سيقف كالحائر في مفترق الطرق حتى وأن تحققت له مطالب الديموقراطية والحرية، ولا ننسى أن نذكر أن المنهزم فيها ضعيف مكسور لا يستطيع مقاومة ثورات التغيير في ظل وجود الكثير من وسائل الإعلام المختلفة في يومنا الحاضر، التي بدورها تعمل من الحبة قبة، ومع ذلك تستمر دورة الحياة بالأحياء غير عابئة بالناجح أو الفاشل على حد سواء في دوامة الحياة المعاصرة، فالكثير يقول ما لا يفعل، ويفعل ما لا يقول والحياة ماضية، والأحياء هم الذين يضعون بما يقدمون بإيجابية أو سلبية ملامح واضحة لأدوارهم في الحياة اللاهثة التي لا تتوقف عند حد ما. ليعلم الجميع أنه على مستوى الحكومات والأفراد، وعلاقة تلك الحكومات بشعوبها منذُ أن خلق الكون، نادراً ما نجد الشفافية في التعامل، بل إن تلك الشفافية يعتريها شيء من التعتيم أو التملق أو الكذب الذي يكون عادة حبله قصير وسرعان ما ينكشف ذلك التعتيم الذي يمارس لأدوار تافهة في كل مجالات الحياة! فهم يخدعون أنفسهم ليس إلاَّ، ويطمسون ملامح الضوء من خلال انفعالاتهم في الواقع لفترة محدودة لا تدوم طويلاً، وبذلك يظلمون أنفسهم بإرغامها على مخالفة الحقيقة، ومحاربة الفطرة الإنسانية السوية، ورُبَّما كل ذلك لظروف معينة قد ينالون منها بعض المصالح، على رغم سوء الواقع، ولكن ليعلموا أنهم سيلتقون بسوء المصير مع شعوبهم، وما ذلك إلاَّ ما ينتظره كل كاذب متملق وهي النهاية الحتمية لمثل هذا النوع من الناس، على رغم ما قد ينالهم من كسب زائل والمصير إلى الله. شاهد الجميع ما يدور في عدد من الدول العربية، من يحرق نفسه لرحيل حكوماتهم، وآخر يثور، وآخر يندد، أما في بلاد الحرمين سنحرق أنفسنا لتبقى حكومتنا الرشيدة قائمة لننعم بالأمن والأمان، أما عجلة التغيير تلك فنجد أن حكومتنا حريصة كل الحرص على تحقيقها لأبناء شعبها الكريم دونما إراقة قطرة دم واحدة في موضة الثورات المستوردة الزائفة، وذلك بالحوار الهادف البناء والعمل المستمر لتحقيق النجاح مع استمرار الحياة. [email protected]