أفاد نشطاء بأن مسلحي «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة») والفصائل المتحالفة معها شنوا أمس هجوماً جديداً على مواقع للقوات النظامية السورية في ريف حماة الشمالي الشرقي. وأوضح النشطاء أن اشتباكات عنيفة اندلعت صباح أمس على محاور بلدات الطليسية والمشيرفة وتلة السودة والشعثة والقاهرة وقبيبات أبو الهدى، مضيفين أن ال «هيئة» استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة في محاولة تعويض الخسائر التي تكبدتها في المحافظة منذ بداية العام الحالي. وذكر النشطاء أن أصوات انفجارات ناجمة عن القصف المتبادل والضربات الجوية دوت في منطقة القتال، مؤكدين أيضاً وقوع انفجار في منطقة أبو دالي يعتقد أنه نجم عن تفجير سيارة مفخخة في المنطقة المحاصرة من المسلحين. وأشار النشطاء إلى أن الهجوم سبقته استعدادات مكثفة من المسلحين، مضيفين أن «هيئة تحرير الشام» استطاعت محاصرة قريتي أبو دالي والطيليسية من ثلاثة محاور. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن عناصر ال «هيئة» تمكنوا من التقدم نحو نقاط في أطراف قرية أبو دالي، في محاولة للسيطرة على القرية التي تعد حلقة وصل بين مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة ومناطق سيطرة القوات النظامية. وذكر «المرصد السوري» أنه رصد تنفيذ الطائرات الحربية غارات مكثفة استهدفت مناطق في مدينة خان شيخون وقرى وبلدات تل مرق والحمدانية وأم الخلاخيل والرميضين وتل خنزير والدجاج والطامة والقاهرة، في المنطقة بين ريف إدلب الجنوبي الشرقي وريف حماة الشمالي الشرقي، بالتزامن مع قصف متبادل بين الطرفين، وسط قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، على مناطق في قرية أبو عمر بريف إدلب الشرقي. كما جددت القوات النظامية قصفها لمناطق في بلدة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي. ونسب «المرصد» الى مصادر موثوق منها أن هذه المعركة تأتي بعد تحضيرات كبيرة واستعدادات من «هيئة تحرير الشام»، كتجديد لمعركة «المحاولة الأخيرة» التي كانت ال «هيئة» قد بدأتها في التاسع عشر من أيلول (سبتمبر) المنصرم، ووتوقفت بعد أيام بعد أن تمكنت القوات النظامية من استعادة ما خسرته من مناطق. ويشار إلى أن ال «هيئة» أطلقت معركة «المحاولة الأخيرة» بغية السيطرة على القرى التي تقرب المسافة بينها وبين جبل زين العابدين الاستراتيجي وبين مدينة حماة. وبعد تحضيرات استمرت لأيام، عمدت ال «هيئة» الى إبلاغ المواطنين في قرى أقصى ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي الشرقي بوجوب إخلاء منازلهم تجنباً للقصف الذي ستشهده المنطقة في حال انطلاق العملية. وشهدت المنطقة حركة نزوح خلال الأيام السابقة للمعركة. وكانت محافظة حماة شهدت قبل أشهر معارك عنيفة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وبين ال «هيئة» تمكنت خلالها عناصر ال «هيئة» من السيطرة على عدد كبير من القرى والبلدات تحت غطاء من القصف المكثف، لكن القوات النظامية استعادت بعدئذ كامل المناطق التي خسرتها.