وصل جثمان الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، إلى مسقط رأسه في السليمانية ليوارى الثرى، وقد شيعه آلاف العراقيين يتقدمهم مسؤولون في بغداد وزعماء أحزاب. وأمَّ الصلاة على جثمانه رئيس «الاتحاد الوطني» عمار الحكيم، ومثل رئيس الحكومة وزير الداخلية قاسم الأعرجي. وعرض التلفزيونان الرسمي والكردي لقطات أظهرت الطائرة التابعة للخطوط الجوية العراقية التي تحمل النعش قادمة من ألمانيا، حيث توفي عن عمر 83 عاماً خلال هبوطه وقد استثنيت من حظر الرحلات الدولية الذي فرضته الحكومة الاتحادية على إقليم كردستان قبل أسبوع، رداً على استفتاء الإقليم على الانفصال الشهر الماضي. وتنحى الطالباني، وهو زعيم مخضرم شارك في كفاح الأكراد من أجل حق تقرير المصير، عن منصب الرئاسة عام 2014 بعد فترة طويلة من العلاج في أعقاب إصابته بجلطة دماغية في 2012. وأطلقت 21 طلقة لدى وصول النعش الذي كان ملفوفاً بالعلم الكردي. وعزفت فرقة الموسيقى العسكرية النشيد الوطني العراقي وموسيقى جنائزية للفنان العالمي شوبان. وأثار العلم الكردي موجة احتجاجات في وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي المقربة. وقطع تلفزيون «الاتجاه» بث مراسم الدفن «بسبب عدم لف الجثمان بالعلم العراقي». وكان طالباني أول رئيس غير عربي للعراق، انتخب عام 2005 بعد عامين على الغزو الأميركي الذي أطاح صدام حسين، ما مكّن العرب الشيعة والأكراد من حكم البلاد. وشارك في مراسم استقبال الجثمان الرئيس فؤاد معصوم، وهو كردي حل محل طالباني عام 2014، وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكبر مسؤول أجنبي بين الحضور. وجلس مسعود بارزاني بين معصوم وهيرو أرملة الراحل. ولم تسمح الحالة الصحية لطالباني بأن يعبر عن آرائه في الاستفتاء لكن حزبه «الاتحاد الوطني الكردستاني» لم يبد دعماً قوياً للخطوة. وعلى عكس بارزاني ارتبط الراحل بعلاقات جيدة مع إيران والجماعات الشيعية المدعومة من طهران. وعارضت بغدادوإيران وتركيا الاستفتاء بشدة. وحفلت وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي الكردية بالشكوى من حظر الرحلات الجوية الذي يقولون إنه حال دون مشاركة دولية أكبر في الجنازة. ولد طالباني عام 1933 قرب أربيل التي أصبحت مقراً لحكومة إقليم كردستان. وأقام في السليمانية معقل حزبه، المنافس الرئيسي للحزب «الديموقراطي الكردستاني» الذي يتزعمه بارزاني. ويشغل ابنه قبلد حالياً منصب نائب رئيس وزراء الإقليم.