أكد سفير السعودية في طوكيو الدكتور عبدالعزيز تركستاني أن السفارة السعودية نقلت معظم رعاياها إلى مدينة اوساكا في الجنوب «لأنها أكثر أماناً، خصوصاً أن مستوى الإشعاع في العاصمة اليابانية فاق المعدل الطبيعي كما نقلت وكالات أنباء عالمية»، لافتاً إلى أن الحكومة السعودية نصحت رعاياها في اليابان بالسفر إلى مدينة اوساكا جنوباليابان (تبعد نحو ساعتين و35 دقيقة عن العاصمة طوكيو) حفاظاً على صحتهم وسلاماتهم. وأوضح تركستاني في تصريحات ل «الحياة» أن السفارة السعودية سهلت مغادرة العديد من السعوديين إلى بلادهم على رغم وجود أزمة في حجوزات الطيران المغادرة من اليابان. وفيما تحدثت صحف يابانية أمس عن فشل عدد من سفارات الدول الأجنبية في تأمين حجوزات طيران لرعاياها الراغبين في مغادرة اليابان إلى أوطانهم بسبب تكدس المسافرين في المطارات بعدما سيطر عليهم مخاوف خطر الهزات الأرضية وتسريبات الأشعة النووية، استطاعت السفارة السعودية في طوكيو تأمين 100 تذكرة مغادرة إلى السعودية، بحسب تأكيدات تركستاني، الذي أشار إلى أن الترتيبات تجري حالياً لإنهاء حجوزات أخرى للرعايا السعوديين كافة. وأوضح أن العدد المتبقي من السعوديين في اليابان يقارب 170 شخصاً، في حين بلغ عدد السعوديين الذين سهلت السفارة السعودية مغادرتهم إلى السعودية بعدما ضرب الزلزال الشواطئ الشمالية الشرقية لليابان الجمعة الماضي نحو 100 سعودي، مع وجود 100 في السعودية سابقاً بسبب وجود اجازة في المدارس والجامعات هذه الأيام. وفي حين أكد السفير السعودي بقاءه وعدد من موظفي السفارة في طوكيو للإشراف على عمل غرفة العمليات في السفارة والبقاء في حالة تأهب لاستقبال جميع المكالمات وطلبات المساعدة من الموطنين السعوديين، أشار إلى أن مكتب السفارة السعودية في اوساكا يعمل هو الآخر على قدم وساق وعبر غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة أيضاً في استقبال الرعايا السعوديين وتسهيل مهمة سفرهم إلى السعودية، وذلك عبر ترتيب الحجوزات لهم والتكفل بحجز فنادق لإقامتهم وشراء تذاكر السفارة إلى السعودية على حساب السفارة، «كما وجهت بذلك وزارة الخارجية السعودية والحكومة السعودية التي تعتبر سلامة الموطن السعودي وراحته في صدارة سلم أولوياتها». ووصل السفير تركستاني أمس إلى مدينة أوساكا الجنوبية لتفقد الرعايا السعوديين والإشراف بشكل مباشر على أداء غرفة العمليات في مكتب السفارة في اوساكا، وتقديم المساعدة في ترحيل الطلاب والرعايا السعوديين إلى السعودية. ولم تتوقف المساعدات التي تقدمها السفارة السعودية في طوكيو على أبناء السعودية، إذ امتدت إلى المواطنين اليابانيين أنفسهم، إذ أكد تركستاني بأن السفارة السعودية أمس أنقذت إحدى العائلات اليابانية من المنطقة المتضررة بالزلزال، بعدما طلبت العائلة نجدة السفارة السعودية. وقال: «هذه العائلة اليابانية من العائلات الصديقة للسعودية، وحينما علمت بنجاح السفارة في نقل أبنائنا الطلاب من المنطقة المنكوبة، طلبوا مساعدتنا، وقمنا بإرسال سيارة واستطعنا نقله من المنطقة المحاصرة». وفي سياق ذي صلة، قدم سفراء دول سورية وقطر وعمان في اليابان إضافة إلى القائم بالأعمال الليبي في اليابان شكرهم إلى السفارة السعودية في طوكيو، بعدما أنقذت السفارة مواطنين من دولهم من منطقة الخطر في سينداي أول أمس، مشيرين إلى أن هذا الموقف الشهم من السفارة السعودية ليس بمستغرب على الشعب السعودي الكريم. من جهته، أوضح مساعد الملحق الثقافي في طوكيو عبدالوهاب الدماك أن آخر دفعة من الطلاب السعوديين في طوكيو وعددهم ستة أشخاص ستغادر طوكيو إلى السعودية فجر اليوم (الأربعاء)، بعدما نجحت السفارة السعودية في تأمين حجوزات لهم، لافتاً إلى أن الطلاب أما سافروا إلى السعودية أو نقلتهم السفارة إلى اوساكا. وقال إن اختيار نقلهم إلى اوساكا جاء بناء على وجود مكتب للسفارة السعودية بها، إضافة إلى كونها أكثر أماناً من طوكيو ووجود مطار دولي بها.