تترقب الأسواق النفطية العالمية التصريحات التي تصدر عن مؤتمر الطاقة في روسيا، خصوصاً بعدما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول من أمس عن احتمال تمديد اتفاق خفض الإمدادات حتى نهاية عام 2018. وقال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح أمس، إن الاتفاقات التي جرى التوصل إليها بين روسيا والمملكة العربية السعودية في شأن إمدادات النفط العالمية ساعدت على استقرار أسواق النفط. وساهم البلدان، وهما أكبر منتجين للنفط الخام في العالم، في التوصل إلى اتفاق بين «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) والمنتجين المستقلين، ومنهم روسيا، لخفض إمدادات النفط حتى نهاية آذار (مارس) 2018، في محاولة للتخلص من تخمة المعروض التي تكبح الأسعار. ورحّب الفالح بمساهمة إمدادات النفط الصخري الأميركي في ظل زيادة الطلب العالمي على النفط الخام. وقال خلال مشاركته في جلسة نقاش مع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك على هامش منتدى للطاقة في موسكو، إن «دخول النفط الصخري وحدوث ذلك مجدداً في 2018 لا يزعجني على الإطلاق. بإمكان السوق استيعابه». جاءت هذه التعليقات بعد يوم من تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال، إن اتفاق خفض الإمدادات قد يجري تمديده حتى نهاية عام 2018، وهو إطار زمني أطول مما اقترحه آخرون، وما لاقى ترحيباً من الفالح الذي أكد مرونة المملكة في شأن الاتفاق مشيراً إلى أن كل الخيارات مفتوحة. وأضاف الفالح خلال المؤتمر، أن المملكة ستواصل الالتزام بخفوضات إنتاج النفط وستحضّ غيرها من منتجي الخام على الالتزام باتفاق خفض الإمدادات، مشيراً إلى «أننا نأخذ الاتفاق كمسؤولية كبيرة على عاتقنا». وتابع: «نرى انخفاضاً مطرداً في مخزون النفط العالمي، في حين أن الطلب جيد في أنحاء العالم». وأشار إلى أن تعافي أسواق النفط ساعد سلعاً أولية أخرى، مضيفاً أن روسيا ساهمت بأكثر من المطلوب في تخفيضات الإنتاج. ويُنتظر الإعلان عن إبرام صفقات استثمارية بقيمة تتجاوز 3 بلايين دولار، منها اتفاق بين شركة «سيبور» للبتروكيماويات الروسية و «أرامكو السعودية» لبناء مصنع في المملكة لإنتاج الكيماويات من الغاز بقيمة 1.1 بليون دولار. واستقر النفط عند نحو 56 دولاراً للبرميل أمس، بدعم من توقعات بأن السعودية وروسيا ستمددان خفوضات الإنتاج. وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» 55.81 دولار للبرميل. وظلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط دون سعر «برنت»، إذ جرى تداولها مقابل 49.97 دولار للبرميل. ويأتي ذلك بعدما أكّدت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في وقت متأخر من أول من أمس، أن صادرات الخام الأميركية قفزت إلى 1.98 مليون برميل يومياً في الأسبوع الماضي لتتجاوز المستوى القياسي المرتفع، الذي سجلته الأسبوع السابق وبلغ 1.5 مليون برميل يومياً. إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة «غازبروم نفت» الروسية ألكسندر دويوكوف خلال المؤتمر، إن الشركة العاملة في إنتاج النفط تدعم اتفاق خفض الإنتاج العالمي مع مساعدته في جلب الاستقرار إلى أسواق النفط. وأضاف أن إنتاج «غازبروم نفت» من النفط سيقل في 2017 مقارنة بمستوى الإنتاج في 2016، لافتاً إلى أن الشركة لديها إمكانات كبيرة لزيادة إنتاج النفط في المستقبل. وأشار إلى أن قرار تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي بعد آذار 2018 يتوقف بالتأكيد على ظروف السوق. إلى ذلك، أكد مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان أمس، أنه اجتمع أثناء زيارته فرنسا مع رئيسي شركتي «توتال» النفطية و «تاليس» للصناعات العسكرية الفرنسيتين. وأشار البيان إلى أن الرئيس التنفيذي ل «توتال» باتريك بويان عبّر خلال الاجتماع «عن رغبته في توسيع استثمارات النفط والغاز في العراق» مضيفاً أن الشركة تريد التعامل مع الحكومة الاتحادية. في سياق منفصل، أكدت مصادر تجارية أن عمان ستبيع مليوني برميل من النفط الخام تحميل كانون الأول (ديسمبر)، بعلاوة سعرية سبعة سنتات للبرميل عن سعر البيع الرسمي للخام العماني. وباع البلد المنتج للنفط مليون برميل من خام عمان بعلاوة سعرية تسعة سنتات للبرميل عن سعر البيع الرسمي تحميل تشرين الثاني (نوفمبر). إدراج «أرامكو السعودية» في النصف الثاني من 2018 أكد مسؤولان سعوديان بارزان أمس في موسكو أن إدراج شركة «أرامكو السعودية» النفطية الحكومية عام 2018 يمضي وفقاً للخطة، فيما تسعى المملكة لتوقيع سلسلة من الاتفاقات الاستثمارية مع روسيا. وتهدف الخطة لطرح نحو خمسة في المئة من الشركة النفطية العملاقة وهي حجر الزاوية في خطة الإصلاح الواسعة التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي بعيداً من النفط والتي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تحت شعار «رؤية 2030». وقال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، الذي يرأس مجلس إدارة «أرامكو السعودية»، إن الطرح «سيتم في النصف الثاني من عام 2018»، مضيفاً أنه «سيستخدم كحافز لانفتاح الاقتصاد السعودي»، وأن الإعلان عنه سيتم «في الوقت المناسب». وأكد الرئيس التنفيذي ل «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال منتدى للطاقة في موسكو، أن «العمل يجرى لإدراج أرامكو السعودية في 2018»، مضيفاً أن «الشركة ستجري تقويماً للمستثمرين المحتملين في وقت تمضي قدماً صوب إحراز تقدم في شأن قرار توقيت ومكان الطرح». وكان ولي العهد السعودي قال إن الطرح، الذي قد يكون الأكبر في العالم، سيصل بقيمة «أرامكو السعودية» إلى ما لا يقل عن تريليوني دولار وقد يجمع ما يصل إلى 100 بليون دولار. وستستخدم أموال الطرح في تطوير قطاعات وصناعات أخرى في المملكة. ومن المقرر أن تتم عملية الإدراج في البورصة السعودية، إضافة إلى بورصة خارجية واحدة على الأقل. والبورصات الرئيسة المتنافسة هي نيويورك ولندن وهونغ كونغ. وقال الناصر إن «الحكومة السعودية ستتخذ قراراً في شأن مكان الإدراج»، مضيفاً: «لا توجد محادثات حالياً مع شركات روسية للمشاركة في الطرح العام الأولي». وتابع: «لا توجد خطط في الوقت الراهن لشراء حصة في مشروع غاز طبيعي مسال تابع لنوفاتك». ورداً على سؤال حول إمكان الاستثمار في مشروع الغاز الطبيعي المسال «القطب الشمالي للغاز المسال-2» التابع ل «نوفاتك»، قال الناصر للصحافيين في موسكو: «لا نبحث هذا في هذه المرحلة. ندرس فرصاً للعمل سوياً مع شركات مختلفة، لكن في شأن ما ذكرته على وجه الخصوص، لا يوجد شيء من جانب أرامكو السعودية». وقال الناصر: «لا توجد محادثات جارية مع شركات روسية لكي تضطلع بدور في الطرح العام الأولي المزمع لأرامكو السعودية». في سياق متصل، قال نوفاك أمس، إنه «لا يعرف ما إذا كان مستثمرون روس سيشاركون في الطرح العام الأولي لشركة أرامكو السعودية للنفط».