اقتحمت القوات العراقية أمس مدينة الحويجة التي تعتبر آخر معاقل «داعش» في شمال البلاد، بعدما استعادت عشرات القرى المحيطة بها. وقال قائد العمليات الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله: «شرعت قطعات الجيش والشرطة الاتحادية والرد السريع وقطعات الحشد الشعبي بتنفيذ عملية واسعة لتحرير مركز قضاء الحويجة وناحية الرياض والقرى والمناطق المحيطة بها». وأعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت أن قواته «سيطرت على حيي النداء والعسكري وقتلت ثلاثة قناصين ودمرت عربتين مفخختين». وأفاد بيان بأن الشرطة دفعت «وحدات مغاوير النخبة والفرقة الآلية وألوية القناصين والطائرات المسيرة، بدعم من الحشد الشعبي من منطقة التمركز شمال غربي الحويجة». وتبعد الحويجة 230 كلم شمال شرقي بغداد و45 كلم عن كركوك، جنوب شرقي الموصل، ويسكنها حوالى 70 ألف نسمة غالبيتهم المطلقة من العرب من عشيرتي العبيد والجبور. وهي تقع أيضاً على امتداد طريقين رئيسيين يصلان بغداد بمحافظة نينوى وإقليم كردستان. وبدأت عملية استعادة المدينة بعد أقل من شهر على إعلان القوات العراقية بسط كامل سيطرتها على محافظة نينوى في شمال البلاد، حيث مدينة الموصل وقضاء تلعفر اللذين كانا أبرز معاقل «داعش» في العراق. بدورها، أعلنت قوات الحشد الشعبي أنها باشرت إجلاء عشرات العائلات من القرى الواقعة عند أطراف قضاء الحويجة بعد هروبها من التنظيم الذي حاول استخدامهم دروعاً بشرية أثناء تقدم القوات. وأشار إلى أن وحدات الهندسة «بدأت تطهير الطرق المفخخة باتجاه مركز القضاء لتسهيل مرور القطعات المتقدمة خلال عمليات التحرير ونجحت في تفكيك عدد من المنازل من العبوات». وفي بيان لاحق، أكد الحشد أن «عناصر داعش انسحبوا من القرى المحاذية لمركز الحويجة باتجاه مركز القضاء بسبب كثافة النيران التي دمرت دفاعاتهم الأمامية». وأكد بعد ساعات على إطلاق العملية، أن قواته «بدأت اقتحام مركز المدينة من 3 محاور»، وأشار إلى «تحرير قرية الغازية غرب مركز القضاء ودخول حدود الحويجة، فضلاً عن سيطرتها على طريق بيجي المؤدي إلى وسط المدينة، بإسناد من طيران الجيش». وقال جبار المعموري، القيادي في الحشد، إن «كل الخطوط الدفاعية للتنظيم في محيط الحويجة انهارت أمام تقدم القوات المشتركة، بعد تلقيها ضربات موجعة»، وأوضح أن «القوات تبعد حالياً كيلومتراً واحداً عن حدود وسط المدينة وهي تتقدم بقوة نحو أهدافها وسط انكسار كبير للإرهابيين الذين هرب معظمهم». وفي حال استعادة الحويجة، سيقتصر وجود «داعش» في البلاد على شريط قرب الحدود العراقية- السورية حيث يتعرض التنظيم في الجهة الثانية من الحدود لهجومين عنيفين، الأول تخوضه القوات السورية والثاني قوات تدعمها واشنطن. وسقطت منطقة الحويجة بيد الإرهابيين في حزيران (يونيو) 2014، إلى جانب الموصل، التي استعادتها القوات العراقية في تموز (يوليو) الماضي بدعم من طيران التحالف الدولي. وبالإضافة إلى الحويجة، ما زال التنظيم يسيطر على مدينتين في محافظة الأنبار الغربية، هما راوه والقائم التي تقع على حدود محافظة دير الزور السورية. وفي 19 أيلول (سبتمبر)، شنت القوات العراقية أيضا هجوماً لاستعادتهما.