أعلنت قوات «الحشد الشعبي» (الإثنين) قرب انطلاق عمليات «تحرير» مدينة تلعفر، آخر أكبر معاقل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في محافظة نينوى شمال العراق، بمشاركة فصائله، تزامناً مع بدء استعدادات القوات العراقية. وقال الناطق باسم قوات «الحشد الشعبي» النائب أحمد الأسدي خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم إن «قادة فصائل الحشد الشعبي عقدوا اجتماعاً مفصلاً السبت الماضي مع قيادة الجيش والشرطة لبحث خطة تحرير تلعفر، ووزعت فيها الواجبات والألوية». وأضاف الأسدي: «اليوم نريد أن نصرح بشكل علني أن قوات الحشد الشعبي مشاركة بفعالية وبجميع محاور العمليات»، لافتاً إلى أنه «تم تحديد تاريخ أولي لانطلاق العمليات، وستعلن ساعة الصفر من قبل القائد العام (رئيس الوزراء حيدر العبادي)، وأتوقع انطلاق العمليات خلال أيام قليلة». وتضم قوات «الحشد الشعبي» بعض الفصائل المدعومة من إيران. وتحاصر تلك القوات، التي استعادت عشرات القرى جنوب تلعفر، المدينة التي تسكنها غالبية من التركمان، وكانت آخر المناطق التي سقطت بيد «داعش» في محافظة نينوى. وتقع على بعد 70 كيلومتراً إلى غرب مدينة الموصل على الطريق المؤدية إلى الحدود السورية. من جهة ثانية، أكد قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق الركن رائد جودت في بيان اليوم أن «وحدات من الفرقة الآلية المدرعة وقوات النخبة تتحرك باتجاه تلعفر وتتمركز في مواضعها القتالية استعداداً لمعركة التحرير المقبلة». وتوقع الأسدي أن تكون المعركة «صعبة»، مشيراً إلى أنه تمت محاصرة عناصر «داعش» منذ ما يقارب ثمانية أشهر، والكثير منهم هربوا من جهة غرب الموصل. وأوضح الناطق: «نعتقد أنهم سيقاتلون في هذه المنطقة المحاصرين فيها، لأن لا خيار لديهم... إما الموت أو الاستسلام، لذلك جهزنا تشكيلات قوية ومجهزة وعدداً كبيراً من الألوية والفرق العسكرية». ويقدر عدد مقاتلي «الدولة الإسلامية» في تلعفر بحوالى ألف بينهم أجانب، بحسب ما أشار رئيس مجلس قضاء تلعفر محمد عبد القادر. وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في العاشر من تموز (يوليو) استعادة مدينة الموصل، أكبر معاقل «داعش» في البلاد، بعد معارك استمرت تسعة أشهر. ولا تمثل خسارة الموصل نهاية التهديد الذي يشكله التنظيم، إذ يرجح أن يعاود المتطرفون وبشكل متزايد تنفيذ تفجيرات وهجمات مفاجئة تنفيذاً لاستراتيجيتهم التي اتبعوها في السنوات الماضية. كما أن «داعش» ما زال يسيطر على منطقة الحويجة في محافظة كركوك (300 كيلومتر شمال بغداد)، ومنطقة القائم الحدودية مع سورية في محافظة الأنبار غرب العراق.