اجتمع الرئيس محمود عباس مع وزير المخابرات العامة المصري اللواء خالد فوزي في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، قبل أن يتوجه الأخير إلى غزة للقاء رئيس الوزراء وقادة «حماس» والاطلاع عن كثب على عملية نقل الصلاحيات إلى الحكومة الفلسطينية. وقال عزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة في حركة «فتح» إن وصول اللواء فوزي إلى رام الله أولاً، قبل توجهه على قطاع غزة يحمل رمزية مهمة «لأن الرئيس عباس هو رأس الشرعية الفلسطينية». ولعبت مصر دوراً مركزياً في التوصل إلى اتفاق المصالحة الأخير بين حركتي «فتح» و «حماس»، وتعهدت للطرفين بالمشاركة في خطوات المصالحة كافة بهدف المساعدة في التغلب على العقبات التي تعترض تطبيق الاتفاق. وجاءت زيارة اللواء فوزي في اليوم التالي لتوجه رئيس الحكومة وأعضائها إلى غزة لتسلم الصلاحيات من حركة «حماس». وشارك في المرحلة الأولى من عملية نقل الصلاحيات وفد رفيع من جهاز المخابرات المصرية. ويقول مسؤولون في حركتي «فتح» و «حماس» إن مصر تبدي اهتماماً استثنائياً في إكمال المصالحة وإنهاء الانقسام. ويعزو المسؤولون هذا الاهتمام المصري الى عدة عوامل، منها قلق مصر من انفصال غزة عن الضفة الغربية، بخاصة بعد المصالحة التي جرت بين «حماس» والنائب محمد دحلان، ورغبة مصر بالعودة الى لعب دور اقليمي، من البوابة الفلسطينية، بعد تراجع ادوار الاطراف الاقليمية المنافسة، خاصة تركيا وقطر. وقال مسؤول رفيع في حركة «فتح» ان «مصر تخشى من أن تؤدي التفاهمات الاخيرة بين حماس ودحلان، التي كان لها الدور المركزي فيها، الى انفصال تدريجي لقطاع غزة عن الضفة، وهي مسؤولية تاريخية لا يمكن أي نظام حكم في مصر ان يتحملها». ويشير بعض المصادر الأميركية الى نية الرئيس دونالد ترامب التوصل الى اتفاق سلام اقليمي في المنطقة تلعب فيه مصر دوراً جوهرياً. ولا يمكن مصر، في هذه الحالة، أن تلعب دوراً في حل القضية الفلسطينية من دون انهاء خلافاتها مع الرئيس محمود عباس، والمساهمة في انهاء الانقسام. كما شكلت التفاهمات التي توصلت اليها «حماس» مع دحلان، تحت رعاية مصر، مصدر قلق كبير للقيادة الفلسطينية في رام الله التي ترى في ذلك تكتلاً سياسياً مناهضاً لها في غزة. ويرى مراقبون أن مصر عمدت للتوصل الى التفاهمات بين «حماس» ودحلان بهدف تحريك المياه الراكدة في ملف المصالحة، وجذب الرئيس عباس الى مصالحة شاملة. ولا يخفي عدد من مسؤولي «فتح» قلقهم من أن تذهب مصر الى تعزيز مسار المصالحة بين «حماس» ودحلان في غزة، في حال فشل الجهود الحالية في المصالحة.