سيطر عناصر «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) التي تدعمها الولاياتالمتحدة على مقر قيادة تنظيم «داعش» في الرقة شمال سورية، وصادروا أسلحة وأجهزة اتصالات خلفها عناصر التنظيم، بحسب قيادي في هذا التحالف المؤلف من فصائل عربية وكردية. واستعادت «قسد» مدعومة بضربات جوية للتحالف الدولي 90 في المئة من أراضي «العاصمة» السابقة للتنظيم في سورية، فيما لا يزال التنظيم يسيطر على جيب أخير في وسط الرقة. وبات أكثر من نصف حي النهضة على الطرف الغربي لوسط المدينة تحت سيطرة «قسد» التي قامت بعمليات تمشيط للمنازل بحثاً عن أسلحة أو وثائق خلفها التنظيم. وصرح القائد الميداني في «قسد» كابار ديريك: «نحن الآن موجودون في حي النهضة، الذي كان موقعاً استراتيجياً لداعش. أكثر مراكزهم كانت في هذا الحي مثل مقرات القيادة ومخازن التموين ومستودعات الذخيرة». وأضاف القائد ديريك (25 عاماً): «قبل أيام أحرزنا تقدماً الى موقع كان للتنظيم، عثرنا فيه على أجهزة لاسلكي استخدموها للتواصل. أخرجنا قسماً من المعدات، وهناك قسم لم نستطع إخراجه حتى اليوم». في مكان قريب كان المقاتلون تحت إمرته يفرغون آلية عسكرية مدرعة من عتاد صودر من مركز قيادة سابق للتنظيم الإرهابي، ويشمل عشرات الاجهزة اللاسلكية والبدلات والأحذية العسكرية وقناعاً واقياً من الغاز وقنابل يدوية مضادة للدبابات إضافة إلى سيف مسنن. أضاف القيادي الشاب أن «أجهزة اللاسلكي مهمة لنكشف القنوات التي يستخدمونها ونراقب حركتهم التالية ومخططهم. إننا نراقب الأجهزة». وصادرت «قسد» في عمليات لها أخيراً وثائق إدارية ومئات الهواتف الجوالة وطائرة مسيرة مسلحة وجهازاً لوحياً «آيباد» وقطع نقد ضربت عليها عبارة «الدولة الاسلامية». وأوضح ديريك ان كل ما قد تكون له أهمية استخباراتية بين المعدات المصادرة يجري تحويله الى الجهات المناسبة، فيما تطلب هذه المجموعة الاحتفاظ بأي ذخائر او عتاد عسكري يمكن استخدامها. وقال: «حتى لو عثرنا على إبرة لا غير نرسلها الى المخابرات». ويشدد عناصر «قسد» العرب والاكراد الخناق على عناصر «داعش» المحاصرين في جيب في وسط الرقة يشمل مستشفى الرقة الوطني. وأفاد عدد منهم بأنهم شاهدوا الجهاديين يستخدمون مدنيين وبينهم أطفال دروعاً بشرية قرب المجمع، ما عرقل اقتحامهم المنطقة. والرقة كانت أول مدينة تخرج عن سيطرة الحكومة السورية بعد التمرد ضد الرئيس بشار الأسد عام 2011. وبعد سيطرة الفصائل المسلحة المعارضة للنظام عليها في البداية، حل مكانها مطلع عام 2014 تنظيم «داعش» الذي اطبق على المدينة وحولها بحكم الأمر الواقع الى العاصمة السورية لما سماه «دولة الخلافة الاسلامية»، لتشهد لاحقاً بعضاً من أسوأ الفظائع التي ارتكبتها الجماعة الإرهابية. ويقول قادة «قسد» الميدانيون إن السيطرة على مستشفى الرقة وميدان وراءه واستاد قريب، وهي آخر معاقل «داعش» في المدينة، لا تحتاج إلى أكثر من أسبوع بمجرد بدء الهجوم النهائي على من تبقى من الارهابيين ويقدرون ببضع مئات. لكن التنظيم الارهابي يحتجز رهائن مدنيين في المستشفى والاستاد ويستخدم نيران القناصة والألغام والأنفاق التي تقع مخارجها خلف خطوط «قسد» لإبطاء المعركة. وتخوض «قسد» مواجهة نهائية صعبة مع «داعش» يقول القادة إنها ستنتهي في المستشفى وهو شبه محاصر بالكامل الآن.