تكبد تنظيم «داعش» أمس خسارتين كبيرتين في سورية، إحداهما في مدينة الرقة والأخرى في مدينة دير الزور. وأعلن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة أمس، أن «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة من واشنطن سيطرت على المدينة القديمة في الرقة ومسجدها التاريخي مع تقدمها في الهجوم على تنظيم «داعش». وكانت «قسد»، وهي تحالف من فصائل كردية وعربية، قالت الأسبوع الماضي إنها طردت التنظيم من آخر أحياء المدينة القديمة بالرقة. وقال الكولونيل الأميركي ريان ديلون الناطق باسم التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد «داعش»: «حققت قوات سورية الديموقراطية مكاسب إضافية متماسكة في المنطقة الحضرية من المدينة وتقاتل في بناية تلو الأخرى». وذكر أن «قسد» طهرت الجامع الكبير في الرقة، وهو أقدم مساجد المدينة، ووصف التقدم بأنه «علامة فارقة» في معركة الرقة. من جهة أخرى، وفي تقدم مفاجئ عبر صفوف تنظيم «داعش»، اقتربت القوات النظامية السورية وحلفاؤها من فك حصار التنظيم مدينةَ دير الزور وحاميتها العسكرية، اللواء 137، و93 ألف مدني منذ سنوات. ويمثل التقدم في المدينة الواقعة شرق البلاد ضربة قاصمة أخرى ل «داعش»، الذي كان منتصراً ذات يوم لكنه يتقهقر سريعاً في سورية والعراق. ويعتبر هذا التقدم من جانب القوات النظامية وحلفائها انتصاراً مهماً، بالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية لمدينة دير الزور لكونها قلب قطاع النفط السوري الذي كان مصدر ثروة للتنظيم وخسارة فادحة لدمشق. ومع تقدم الجيش شرقاً في الشهور الماضية، استعادت الحكومة السيطرة مجدداً على حقول النفط والغاز، وهي تبحث في إعادة تأهيل الحقول واستغلال الآبار لتمويل الخزينة ودفع تكاليف الحرب. ومع حلول مساء أمس، لم يعد يفصل القوات النظامية التي تقدمت من بادية دير الزور الغربية عن القوات المحاصرة داخل اللواء 137 في المدينة سوى مئات من الأمتار، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ورجح «المرصد» أن تكون عملية تفكيك وإزالة الألغام في المنطقة الفاصلة بين القوتين النظاميتين (المتقدمة والمحاصَرة) والتي كانت تعيق عملية التقائهما انتهت بعد أكثر من 32 شهراً على محاصرة التنظيم اللواء 137. وأكد «المرصد السوري» استماتة التنظيم لمنع التقاء القوتين عبر تفجير ما لا يقل عن 8 عربات مفخخة، وتفجير عناصر من «داعش» أنفسهم بأحزمة ناسفة. ونقل عن «مصادر موثوقة» أن عناصر التنظيم الذين لم يقتلوا على هذه الجبهة انسحبوا من المنطقة. وكان محافظ دير الزور محمد إبراهيم سمرة، قال إنه يتوقع وصول الجيش إلى المدينة بحلول مساء الثلثاء (اليوم)، وإن تقدم القوات النظامية دفع الناس للخروج إلى الشوارع للاحتفال. وقال قيادي في التحالف العسكري الذي يدعم الرئيس بشار الأسد: «التنظيم مربَك ولا توجد لديه قيادة وسيطرة مركزية». ومع تطويقه على جميع الجبهات، يتراجع تنظيم «داعش» في دير الزور آخر معاقله عند مصب نهر الفرات في مدينتي الميادين والبوكمال قرب الحدود مع العراق. وكانت القوات النظامية تمكنت من التقدم وفرض سيطرتها على بلدتي كباجب والشولا الواقعتين على الطريق الرئيسي بين مدينة السخنة ومدينة دير الزور، ومكَّنها هذا من الاقتراب كذلك من مطار دير الزور العسكري المحاصر هو الآخر من جانب «داعش»، وباتت على مسافة 12 كيلومتراً من أسوار المطار المحاصر منذ كانون الثاني (يناير) 2017.