أكد الرئيس السوداني عمر البشير أمس، التزامه التام الشراكة الدولية لترسيخ دعائم الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وما يتطلبه ذلك من تعاون وعمل جاد لمكافحة الإرهاب وجرائم غسل الأموال والإتجار بالبشر واعتماد معايير الشفافية في الأداء ومحاربة الفساد. وقال البشير أمام البرلمان إن «موقع البلاد الجغرافي المتميز ومواردها الطبيعية والبشرية الغنية، أثارت أطماع كثيرين لتحويل نعمة هذه الموارد إلى نقمة علينا، ما دفع الدولة والمجتمع إلى دائرة الصراع الإستراتيجي، الذي أداره السودان بمواقف صلبة عبر تكاتف أبناء الشعب على مختلف انتماءاته في تجاوز الدسائس والفتن». ولفت البشير إلى الزيارات المتبادلة في الآونة الأخيرة مع دول عدة، وما أدت إليه من رفع بعض منها لعلاقاتها مع السودان إلى المستوى الإستراتيجي، بما يعين السودان على الخروج من نفق المقاطعة، الذي تلازمت فيها المقاطعة الاقتصادية والسياسية مع إشعال فتنة الاقتتال الداخلي وشنّ الحرب من الخارج. وأكد البشير نجاح السودان عبر تماسك شعبه في تجاوز كل هذه التحديات، وامتصاص كل ما نجم عنها من صدمات، تحملها الشعب بصبر وجلد وقدّم نموذجاً يُحتذى في مغالبة الصعاب والحرب. إلى ذلك، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السودانية عطا المنان بخيت، إن الحوار بين الخرطوم والإدارة الأميركية وصل إلى نهاياته، معرباً عن أمله بأن يتوّج برفع العقوبات عن بلاده. ومدّدت الولاياتالمتحدة في تموز (يوليو) الماضي، مهلة مراجعة قرار العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان منذ 17 سنة إلى 3 أشهر تنتهي في 12 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، وذلك بعد انتهاء فترة الأشهر الستة التي منحتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما للحكومة السودانية، وكان يُفترض خلالها أن تلتزم الخرطوم حزمة اشتراطات ممهدة لرفع العقوبات كلياً. وقال بخيت عقب لقائه لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في البرلمان إن، «اللجان المختصة بالحوار مع أميركا تعاملت بمسؤولية وقدمت تقارير معظمها إيجابية». وتابع: «حوارنا مع واشنطن الآن في نهاياته». وأصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، قراراً بإزالة اسم السودان من قائمة حظر السفر التي كانت صدرت في كانون الثاني (يناير) الماضي، بمنع إصدار تأشيرات دخول لمواطني 6 دول إسلامية، بحجة منع دخول مَن وصفهم بإرهابيي الإسلام المتطرف. من جهة أخرى، أبدت مساعِدة الأمين العام للأمم المتحدة لقوات حفظ السلام بينتو كيتا، تفاؤلها برفع العقوبات الأميركية عن السودان، وتوقعت الإعلان عن ذلك قبل وصولها إلى نيويورك لتسلم مهماتها الأسبوع المقبل. والتقت كيتا التي كانت تشغل منصب نائبة رئيس البعثة الأممية - الأفريقية المشتركة في دارفور (يوناميد) سابقاً، حكومة ولاية غرب دارفور لمناسبة انتهاء فترة عملها في «يوناميد». ووقفت خلال الاجتماع على الأوضاع في غرب دارفور، مشيدةً بالتحسن الذي طرأ على الأوضاع في الإقليم. وقالت إنها ستنقل كل المشاهد حول تحسّن الأوضاع الأمنية والإنسانية في السودان ودارفور، إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة.