أعلن وزير الخارجية السوداني علي كرتي أمس أن وزارته نجحت في احداث ثغرات على جدار العقوبات الاقتصادية التي تفرضها واشنطن على بلاده منذ نحو 17 عاماً، واختراق في علاقات الخرطوم مع أوروبا، مؤكداً أن علاقة حكومته مع دول الخليج مستقرة سياسياً واقتصادياً، نافياً بذلك ضمناً تقارير تحدثت عن توتر صامت بين الجانبين. وقال كرتي أمس ان محادثاته مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري على هامش اجتماعات الجمعة العامة للأمم المتحدة في نيويورك أخيراً حملت مؤشرات ايجابية، موضحاً انه باتت هناك ثغرات في جدار العقوبات الأميركية على بلاده يمكن استغلالها في نقل التقنية الزراعية والصحية. ودعا رجال الأعمال في بلاده الى الاستفادة من هذه الثغرات. وذكر ان جولاته الأوروبية الأخيرة وعقد مؤتمرات الاستثمار السوداني في عدد من العواصم الغربية، حققت اختراقاً في علاقة الخرطوم مع اوروبا. ورأى ان الاقتصاد السوداني سيستفيد من ذلك. وعن علاقات السودان مع دول الخليج قال كرتي ان العلاقة مع هذه الدول مستقرة سياسياً واقتصادياً، مشيراً الى المساهمات المقدرة من قبل الصناديق العربية في تمويل مشاريع البنى التحتية في بلاده. وأعرب عن شكره وتقديره لما تقوم به هذه الدول من مجهودات مقدرة في دعم التنمية الاقتصادية فضلاً عن مواقفها السياسية الداعمة للسودان في المحافل الإقليمية والدولية، ونافياً بذلك ضمناً تقارير تحدثت عن توتر صامت بين الجانبين بسبب تقارب الخرطوم مع طهران وتكرار زيارة سفن حربية إيرانية السواحل السودانية، وما اعتبرته عواصم خليجية دعماً سودانياً رسمياً لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر. الى ذلك عززت السلطات السودانية قواتها في ولايتي شرق دارفور وغربها قرب الحدود التشادية، بعد الانفلات الأمني اخيراً. ودفعت الخرطوم بقوات كبيرة الى ولاية شرق دارفور من اجل السيطرة على الأوضاع الأمنية التي تدهورت بسبب القتال بين قبيلتي المعاليا والرزيقات خلال الشهرين الماضين. وقال المحافظ في رئاسة حكومة ولاية شرق دارفور بلل سعيد إن القوات الحكومية في الولاية، جرى تعزيزها بقوات اضافية من الخرطوم لوضع حدد للتفلت والإجرام، وكانت الأممالمتحدة قالت ان القتال القبلي ادى الى مصرع مئات ونزوح آلاف. كما نشرت حكومة ولاية غرب دارفور قوات كبيرة من الشرطة في عاصمة الولاية الجنينة وقوات مشتركة من الأجهزة الأمنية على حدود الولاية بعد أيام دامية شهدتها الجنينة الأسبوع الماضي راح ضحيتها تسعة من جنود البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي «يوناميد» والشرطة والمتفلتين. وقتل مسلحون ثلاثة جنود سنغاليين من قوات البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بدارفور «يوناميد»، وإثر مطاردة المهاجمين من قبل الشرطة سقط أربعة من قواتها بجانب اثنين من المسلحين. وأوضح مدير شرطة ولاية غرب دارفور اللواء أبوبكر عبدالرازق، في تصريحات صحافية إن الأجهزة الأمنية لاحقت الجناة الذين قتلوا ثلاثة من جنود «يوناميد» وقتلت اثنين منهم وألقت القبض على ثالث، وخسرت قواته أربعة من عناصرها، مشيراً إلى إن السلطات تمكنت أيضاً من الاستيلاء على دراجة بخارية وأسلحة وذخائر من عتاد المسلحين. ودعت الولاياتالمتحدة الأميركية، الحكومة السودانية الى التحقيق في مقتل جنود «يوناميد»، مطالبة بإحالة المسؤولين على القضاء. وقالت المتحدثة باسم الخارجية جين بساكي «نحن قلقون بشدة إزاء تدهور الأمن وحقوق الإنسان والوضع الإنساني في دارفور، ما أدى إلى النزوح الإجباري لأكثر من 300 ألف شخص هذا العام». وأضافت أن الولاياتالمتحدة تدين بشدة الأعمال غير الأخلاقية الموجهة ضد القوة المشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور «يوناميد»، لافتة إلى أن عدد قتلى جنود هذه البعثة ارتفع إلى 13 هذا العام. كما دعت المتحدثة الأميركية «الحكومة السودانية وجميع فصائل المتمردين إلى البدء من دون شروط مسبقة بعملية سياسية فعالة ومنفتحة من أجل التوصل إلى حل سلمي للنزاع».