طوكيو، فيينا، واشنطن – أب، رويترز، أ ف ب – استمرت تداعيات كارثة الزلزال والمد البحري العاتي في التفاقم في اليابان أمس، مع تزايد المخاوف من تأثيرات مدمرة لمفاعل نووي متضرر، فيما أعلنت حال الطوارئ في محطة نووية ثانية. وقدرت الولاياتالمتحدة خسائر الزلزال بأنها قد تصل إلى 34.6 بليون دولار، وفيما أُعلن عن نجاح طائرة عمودية في إنقاذ ثلاثة طلاب سعوديين عالقين في المنطقة المنكوبة شمال شرق اليابان، قال المبتعث السعودي حسين العمري ل «الحياة»: إنه وجد نفسه عاجزاً عن مواصلة المشي بعد بدء الزلزال، إذ بدأت المباني تتأرجح وتهتز، وتساقط الرخام والبلاط. ووصف الطالب السعودي في مدينة سينداي غالب عياد العنزي مشهد الزلزال ب «العنيف» وقال: «الزلزال ضرب أثناء وجودنا في معهد للغة اليابانية، وبقينا في المعهد إلى أن زال الخطر، بعدها بحثنا عن أرض آمنة، وجلسنا يومين في منطقة تشبه المأوى، يتوافر فيها الأكل والماء»، وزاد: «كانت لحظات عصيبة جداً رأينا فيها الموت». وقال الطالب حسين العمري الذي فقد خمسة من أصدقائه اليابانيين في الزلزال ل«الحياة»: «كنت في الشارع وقت الاستراحة خارج مبنى المدرسة، وفجأة بدأت الأرض تهتز، فلم أخف لأننا اعتدنا الإحساس بهزات خفيفة ل 30 ثانية بشكل مستمر، لكن الهزة اشتدت هذه المرة واستمرت، ورأيت المبنى الأمامي يتأرجح كأنه سينهار، والرخام والبلاط الخارجي يتساقط، إلى درجة أنني لم استطع أن أمشي من شدة الزلزال، فلجأت إلى شجرة لأمسك بها حتى لا أسقط». وذكر السفير السعودي لدى اليابان الدكتور عبدالعزيز تركستاني ل «الحياة» أمس أن المملكة تمكّنت من إنقاذ خمسة سعوديين من أصل تسعة محاصرين في منطقة سينداي (شمال شرق اليابان)، التي ضربها زلزال عاتٍ قبل يومين، وأضاف أن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل وجّه بتأمين طائرة عمودية لنقل الطلاب المحتجزين في سينداي، بعدما تعذر نقلهم إلى طوكيو، بسبب انقطاع طرق السيارات والقطارات. وأوضح تركستاني أن الخمسة الذين نقلوا هم ثلاثة طلاب سعوديين، إضافة إلى امرأة وطفل. وأعلن أن الطلاب الأربعة الآخرين سينقلون صباح اليوم (الإثنين)، لأن الطائرة لا تتسع إلا لخمسة أشخاص، ونفى ما تردد عن أن السعودية تستعد لإجلاء جميع رعاياها من اليابان. وقال: «لم نتلق حتى الآن أي توجيه، لا من وزارة الخارجية السعودية، ولا من وزارة الخارجية اليابانية بهذا الشأن. وأشار إلى أن السعوديين الذين يغادرون اليابان حالياً يسافرون برغباتهم الشخصية، كما أن هناك عائلات شعرت بالخوف من التطورات الأخيرة في اليابان، وجاءنا توجيه بتسهيل سفرهم فقط، وعددهم نحو 40 شخصاً، لكن سفرهم أمر اختياري عائد لهم، علماً بأن الطلاب حالياً لديهم نحو أربعة أسابيع إجازة». «هيلوكبتر» تنقذ خمسة سعوديين من حصار «زلزال سينداي»