طوكيو - أ ف ب، رويترز - بعد ساعات على الزلزال المدمر الذي أطلق «تسونامي» عاتياً اجتاح الساحل شمال شرقي اليابان، أعلن مساء أمس ان عدد القتلى سيتجاوز ألفاً، فيما لم يُعرف عدد الحرائق الهائلة وسط مخاوف من محاصرتها محطات نووية. وطلبت طوكيو مساعدة من القوات الأميركية المتمركزة في اليابان، فساهمت في تبريد إحدى المحطات النووية، في حين ترددت أنباء عن انفجار هائل في مصنع للبتروكيماويات. وتواترت أنباء عن اختفاء سفينة على متنها مئة شخص، واختفاء قطار للركاب. واعلنت حال التأهب في دول مختلفة مطلة على المحيط الهادىء بينها الفيليبين واندونيسيا، وأجلت السلطات الاميركية في كاليفورنيا مئات الاشخاص بعد تحذير من وصول مد الامواج الى شواطئها. وأرسل الجيش الياباني 300 طائرة عسكرية و40 سفينة للمشاركة في عمليات الإنقاذ وإغاثة المنكوبين بالزلزال الذي قدرت قوته ب 8.9 درجات وضرب سواحل شمال شرقي البلاد، ثم تلته أمواج المد (تسونامي) أمس، وأسفرت بعد 8 ساعات من الكارثة عن سقوط مئات القتلى والجرحى والمفقودين. وواجهت السلطات اكثر من 80 حريقاً في آن على امتداد السواحل وصولاً الى العاصمة طوكيو التي تبعد 380 كيلومتراً عن موقع الزلزال في سينداي. وأكبر الحرائق كانت في مدينة كيسينوما بمقاطعة ميغاي قرب سينداي التي تضم مصنعاً للبتروكيماويات. (راجع ص 8) وعلى رغم تأكيد رئيس الوزراء ناوتو كان، فور وقوع الكارثة، عدم تعرض المفاعل النووي في محافظة فوكوشيما المجاورة لسينداي لأي خلل او تسرب إشعاعي بعد تعطل جزئي لنظام التبريد فيه، أبلغت السلطات حوالى 6 آلاف شخص يقيمون في محيط ثلاثة كيلومترات من المفاعل ضرورة مغادرة المنطقة. وفيما حذر مارك هيبس، الخبير النووي في معهد «كارنيغي» للسلام الدولي، من ان الوضع قد يصبح خطراً، بعد ورود تقارير عن تعطل مولد ديزل واحد أو اكثر مرتبطة بنظام التبريد في مفاعل فوكوشيما، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مساء، ان سلاح الجو الأميركي نقل مواد تبريد إلى المفاعل. وقالت: «اليابان تعتمد بشدة على الطاقة النووية ولديها معايير هندسية عالية جداً، لكن إحدى المحطات تعرضت لضغوط كثيرة بسبب الزلزال، ولم تمتلك مواد تبريد كافية». وقدرت السلطات اليابانية عدد المنازل التي جرفها ال «تسونامي» (بلغ ارتفاعه عشرة أمتار) في سينداي ب 1200 على الأقل، كما جرفت مئات المنازل بانهيار سد في مقاطعة فوكوشيما. وأعلنت فقدان قطار على خط يربط مدينتي سينداي وايشينوماكي. وطلبت اليابان مساعدة القوات المسلحة الأميركية التي تضم 47 ألف عسكري يتمركون على أراضيها لنجدة المنكوبين، فيما أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده للمساعدة «بأي طريقة». الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أعلن أن بلاده ستساعد اليابان في التغلب على الآثار المدمرة للكارثة. وحذا رئيس الوزراء الصيني وين جيباو حذوه، معلناً تضامنه مع الشعب الياباني، وتأكيده تجهيز فرق الإغاثة وأدوية لإرسالها الى اليابان. كما أبدت استراليا وكوريا الجنوبية استعدادهما لتقديم مساعدة.