طوكيو - يو بي أي - ارتفعت حصيلة القتلى في الزلزال العنيف الذي ضرب شمال شرق اليابان اليوم الجمعة إلى 59 قتيلاً على الأقل ومئات الجرحى والمفقودين، فيما شب حريق في محطة نووية في محافظة مياغي وطلب من السكان حول محطة نووية في فوكوشيما إخلاء منازلهم. ونقلت وكالة الأنباء اليابانية "كيودو" عن مسؤولين ان القتلى سقطوا في النصف الشرقي من البلاد بينهم عشرة في محافظة إيواتي وآخرين توزعوا في محافظات ميغاي وطوكيو وتشيبا وكاناغاوا وإباراكي وتوتشيجي. وطلب من حوالي 2000 شخص من سكان المناطق المحيطة بمحطة نووية في فوكوشيما إخلاء منازلهم رغم إعلان وزارة الصناعة اليابانية انه تم إصلاح الخلل الذي كان سجّل في المحركين رقم واحد واثنين في مفاعل المحطة، وأن النظام الخاص بالتبريد في حال وقوع طوارئ عاد إلى العمل في المحركين. ووقع حريق في مفاعل نووي في مياغي بعد الزلزال وأعلنت السلطات اليابانية حالة الطوارئ في مفاعلات الطاقة النووية في البلاد ولكن رئيس الوزراء ناوتو كان أكد عدم وقوع أي خلل أو تسرب إشعاعي. وأقفل ما مجموعه 11 مفاعلاً نووياً في محافظات فوكوشما وتوكاي على المحيط الهادئ أوتوماتيكياً على أثر وقوع الزلزال الذي يعتبر الأقوى في تاريخ اليابان الحديث. واشتعلت النيران في مجمع للبيتروكيماويات في إيشيهارا في محافظة تشيبا، كما أفيد عن اشتعال النيران في حوالي 80 موقعا في أنحاء شمال شرق اليابان. وضربت موجات تسونامي على السواحل اليابانية على المحيط الهادئ وغمرت المياه مناطق واسعة من محافظات إيواتي ومياغي وفوكوشيما وبلغ الارتفاع الأقصى لموجات تسونامي 10 أمتار وذلك في ميناء مدينة سينداي. وجرفت المياه سيارات وغمرت منازل فيما انهار 300 منزل في بلدة بإيواتي، وأعلنت السلطات في مدينة سينداي ان مطار المدينة الدولي أيضاً غمرته المياه بالكامل، كما غمرت المياه قاعدة لقوات الدفاع الجوية في جزيرة ماتسوشيما في مياغي. وعلق 10 آلاف شخص في مطار ناريتا و1100 في مطار سينداي، فيما توقفت جميع خدمات السكك الحديد في طوكيو ما جعل من المستحيل على آلاف السكان العودة إلى منازلهم. وقالت شرطة محافظة مياغي اليابانية ان 20 شخصاً على الأقل أصيبوا بجروح جراء الزلزال. وفي العاصمة طوكيو سقط 10 جرحى على الأقل واندلعت نيران في العديد من المباني نتيجة تسرب للغاز. وفقد 20 شخصاً في ولاية فوكوشيما. وذكرت السلطات في مياغي ان سفينة تحمل على متنها 100 شخص جرفتها موجات تسونامي بعيداً. وفي سياق متّصل أعلن السفير الأميركي في اليابان جون روس ان القوات الأميركية العسكرية في اليابان على استعداد لمساعدة السلطات اليابانية في معالجة آثار الزلزال، فيما قال مصدر حكومي ان 7 دول أخرى عرضت المساعدات لليابان. وذكر مركز الرصد الجيولوجي الأميركي ان الزلزال بلغت قوته 8.9 درجات وقع على عمق 24.4 كيلومتراً وعلى بعد 130 كيلومتر شرق سينداي في هونشو اليابانية و376 كيلومترا شمال شرق طوكيو، وتبعته 11 هزّة ارتدادية عنيفة أيضاً تراوحت قوتها بين 6.1 و7.1 درجات على مقياس ريختر. وذكرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية ان الزلزال وقع عند الساعة الثالثة إلاّ ربعاً بعد ظهر اليوم بالتوقيت المحلي وبلغت قوته 7 على مقياس الزلازل الياباني وهو أعلى مستوى في المقياس. ودعا رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان الشعب الياباني إلى التصرف بهدوء بعد الزلزال وتعهد ببذل جميع الجهود من أجل تقليص الأضرار الناتجة عنه وأرسلت الحكومة عناصر من قوات الدفاع اليابانية إلى المناطق المنكوبة فيما أرسلت الشرطة 900 عنصر. وتعهدت أحزاب المعارضة بأنها ستتعاون مع الحكومة في معالجة آثار الزلزال.