فرقت قوات مكافحة الشغب أمس المتظاهرين في ساحة التحرير، وسط بغداد، بالهراوات، بعدما رفضوا وجود أحد أعضاء البرلمان بينهم. واقدمت القوة على ضرب المتظاهرين وبعض الصحافيين بعد دخول النائب سلمان الجميلي (من «الكتلة العراقية») بينهم فاستقبلوه بهتافات تتهم السياسيين بالكذب. واستخدمت القوات الأمنية خراطيم المياه والهراوات في تفريق المتظاهرين الذين رفضوا المغادرة وطالبوا الجميلي الذي جاء الى ساحة التحرير بصحبة مجموعة من قوات مكافحة الشغب بمغادرة المكان. وقالت الصحافية نبراس المعموري التي اصيبت اثناء التظاهرة ل»الحياة» ان «قوات مكافحة الشغب نزلت من جسر الجمهورية الذي استقرت على جانبيه طوال ساعات الصباح واقدمت على ضرب المتظاهرين بعدما استقبلوا النائب المذكور بهتافات تتهم المالكي بالكذب وعدم تنفيذ وعوده الانتخابية». ورفع المتظاهرون صوراً وشعارات تندد باعتقال زملائهم وتطالب باستقالة محافظ بغداد صلاح عبدالرزاق ورئيس مجلسها كامل الزيدي. ورفع بعضهم لوحات كبيرة خطت عليها المطالب. وقال جمال فالح، وهو أحد الباعة ل «الحياة» انه تمكن من تصريف كميات كبيرة من بضاعته بين المتظاهرين منذ الصباح الباكر، ما دفعه الى الحضور مرة أخرى والهتاف مع المحتجين. كما اطلقوا هتافات عدة بينها «نفط الشعب للشعب وليس للحرامية» و»حظر التجول باطل، وهدر الاموال باطل، وراتب مليار باطل» في اشارة الى الرواتب المرتفعة لكبار المسؤولين في العراق. ولاحظت وكالة «أ ف ب» ان السلطات لم تفرض حظر التجول في بغداد خلافا للتظاهرات السابقة. وحلقت مروحيات تابعة للجيش فوق المتظاهرين. وقال عبدالكريم الحبيب وهو أب لخمسة أطفال وموظف سابق في وزارة النقل: «أطالب بعودة المفصولين السياسيين الذين ظلموا إبان النظام السابق وما زال الظلم لاحقاً بهم حتى الآن». أما فؤاد الراوي الموظف المفصول من السكك الحديد، فقال ان «أوامر رسمية قررت اعادتنا، لكن اسباباً طائفية تحول دون ذلك». وأكد محمد فارس ان راتبه «التقاعدي يبلغ 225 ألف دينار (190 دولاراً) بعد خدمة 25 عاما، فهل يعقل هذا؟ لقد خدمنا البلد (...) ونكافأ بهذا الشكل». وقالت ليلى صالح ياسين (43 عاماً) وهي أم لأربعة اطفال: «أطالب بحقوق العراقيين والراتب التقاعدي وتحسين الخدمات والكهرباء والظروف المعيشية (...) أنا مسؤولة عن أربعة اطفال وإعالة أخي المتخلف عقلياً عبر بيع أمور بسيطة على قارعة الطريق». بدوره، اعتبر أحمد طارق خريج الجامعة المستنصرية ان «مكافحة الفساد والبطالة يجب ان تشكل أولوية لدى المسؤولين». وكان حوالى 500 شخص تجمعوا الاثنين الماضي في المكان ذاته تعبيراً عن «ندمهم» للمشاركة في الانتخابات التشريعية، كما تظاهر حوالى الفي شخص الجمعة الماضي ايضا، على رغم فرض حظر التجول. وفي السليمانية تظاهر الآلاف في وسط المدينة اعتراضاً على الحزبين الحاكمين في اقليم كردستان، الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني بزعامة رئيس الجمهورية جلال طالباني. في الفلوجة، تظاهر نحو 500 شخص في وسط المدينة قرب مسجد الحضرة المحمدية ورفعوا لافتات تندد ب»الاعتقالات العشوائية» وتطالب ب»الغاء اجتثاث البعث وعودة الضباط السابقين». كما تجمع حوالى مئة شخص قرب مدينة الرمادي وليس في وسطها لأن السلطات رفضت منحهم موافقتها على التظاهر. وفي النجف، تظاهر قرابة 150 شخصاً في ساحة الصدرين وسط المدينة مطالبين بتوفير الخدمات واحتجاجاً على «الفساد المستشري في البلاد» ورددوا شعارات عدة بينها «نهب الثروات». والتقى وزير العمل والشؤون الاجتماعية نصار الربيعي وهو من التيار الصدري، المجتمعين قائلاً «انها تظاهرة حضارية ندعمها وسنعمل على تلبية مطالبكم». ورفع المتظاهرون لافتات بينها «ارحموا الفقراء» و»لا للطبقية والفساد». وفي الحلة، كبرى مدن محافظة بابل، تجمع اكثر من مئتي شخص امام مجلس المحافظة مطالبين ب»اختيار محافظ مستقل» و»اقالة مجلس المحافظة» و»تحسين الكهرباء». وتأتي التظاهرات تلبية لدعوة أطلقتها مجموعات من الشبان عبر موقع الفايسبوك على غرار ما يحدث في دول العالم العربي. في الفلوجة تظاهر عشرات المواطنين مطالبين بنبذ المحاصصة السياسية والطائفية .