تترك زيادة الوزن مآسي كثيرة على أصحابها لأنها تزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم والداء السكري النوع الثاني وارتفاع الكوليسترول والأمراض القلبية الوعائية والسكتات الدماغية واضطرابات النوم وزيادة العبء على المفاصل، خصوصاً المفاصل الحاملة للجسم، كمفصل الركبة. ويعتبر مفصل الركبة من أكثر المفاصل تأثراً بزيادة الوزن لأنها تؤدي الى تحميله فوق طاقته. وفي هذا الإطار نوهت دراسة أسترالية بأن هناك رابطاً ما بين زيادة الوزن وزيادة احتمال الإصابة بخشونة المفاصل. أيضاً كشفت تحريات علمية أن الدهون المتراكمة في الجسم تحرّض على إفراز مركبات السيتوكين المتورطة في آلية تدمير البنى الغضروفية التي تغطي سطوح المفاصل. وخشونة المفصل مرض ينتج من حدوث تبدلات طارئة في غضروف الركبة بحيث يفقد نعومته وتتشكل عليه تضاريس عظمية مزعجة فيعاني المصاب من عوارض قاسية، مثل التيبس والألم والتورم في المفصل، وصعوبة في المشي، وربما الإصابة بالعرج. إن خفض الوزن في حال السمنة يجب أن يكون هدفاً محورياً في إستراتيجية علاج مرض خشونة الركبة، بل قد يكون كافياً وحده أحياناً للتخلص من آلام الركبة. وهناك مرضى يستطيعون تجنب الخضوع لجراحة لا لزوم لها في حال خفض الوزن. ويعتبر الوزن زائداً في حال تخطي مؤشر كتلة الوزن (حاصل تقسيم الوزن بالكيلوغرامات على الطول بالمتر المربع) 25 كيلوغراماً، أما اذا زاد المؤشر عن 30 كيلوغراماً فهذا يشير الى وجود السمنة. ان خفض الوزن في حال السمنة لا يفيد مفصل الركبة وحسب بل يترك نتائج طيبة على الحالة الصحية وعلى مختلف أعضاء الجسم من دون استثناء، خصوصاً المفاصل والقلب والشرايين.