يغادر وزير المال الألماني فولفغانغ شويبله منصبه الذي استمر فيه ثمانية أعوام، ليتولى رئاسة البرلمان عقب الانتخابات التي جرت نهاية الأسبوع الماضي، بحسب ما أعلن حزبه. وأعلن زعيم التكتل البرلماني لحزب «الاتحاد المسيحي الديموقراطي» الذي تترأسه المستشارة انغيلا مركل، ونظيره في «الاتحاد المسيحي الاجتماعي» البافاري المتحالف معه، تسمية شويبله (75 عاماً) رئيساً للبرلمان. وقال كل من فولكر كودر واليكساندر دوبرنت في بيان مشترك «نحن سعداء بموافقة فولفغانغ شويبله على تسلم هذا المنصب». وكان شويبله، الذي يعد بمثابة ذراع مركل اليمنى، أقوى داعم للتقشف في دول منطقة اليورو. وتسبب له موقفه الصارم حيال اليونان أثناء محاولات إخراجها من أزمتها المالية بعداوات فيها، بينما ستتنفس دول عدة تعاني من تراكم الديون في جنوب أوروبا الصعداء لمغادرته المنصب. وفازت مركل في انتخابات يوم الأحد بولاية رابعة، ولكن من دون غالبية. أما «الحزب الاشتراكي الديموقراطي»، الذي كان ضمن الائتلاف الحكومي الذي قاد ألمانيا ثمانية أعوام، فانتقل إلى المعارضة عقب النتائج المخيبة التي مني بها في الانتخابات. وتقع على عاتق مركل حالياً مهمة تشكيل حكومة يرجح أن تضم «الحزب الديموقراطي الحر» الذي طالب بتولي وزارة المال. وشهدت الانتخابات فوز حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتشدد ب13 في المئة من الأصوات، في ما اعتبرته صحيفة «بيلد» الشعبية «زلزالاً سياسياً» يضرب البلاد. وأفادت «بيلد» أن مركل شخصياً طلبت من شويبله أن يترأس البرلمان، مشيرة إلى أن «هذا المنصب سيكون له أهمية أكبر من العادة مع وصول حزب البديل لأجل ألمانيا إلى البرلمان». ويعتبر شويبله، الذي أمضى 45 عاماً في البرلمان، من عمالقة السياسة الألمانية. وسيخلف بذلك نوربرت لاميرت، الذي تقاعد هذا الشهر.