أكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي اهتمام مصر بعقد «مؤتمر أمن الحدود»، مشدداً على أهمية الإعداد الجيد له حتى يصدر عنه نتائج ملموسة ومحددة تفيد الجانب الليبي أولاً ودول الجوار ثانياً. وجاء ذلك في تصريح للوزير فهمي عقب استقباله نظيره الليبي الدكتور محمد عبدالعزيز صباح أمس ورداً على سؤال حول مؤتمر أمن الحدود الذي ستستضيفه مصر والترتيبات في هذا الشأن. وأوضح فهمي أن فكرة استضافة اجتماع لوفد ليبي مع نظرائه المصريين طرحت خلال لقاء أمس «حتى تتبلور أفكار محددة يتم التشاور فيها مع دول الجوار». ووصف فهمي لقاءه بنظيره الليبي ب «أنه بالغ الإيجابية، حيث تم طرح الموضوعات كافة وبالتفصيل، والتي تتعلق بالأوضاع داخل ليبيا والظرف المصري وكيفية التعاون في ما بيننا»، مضيفاً أن كلاً منهما «طرح القضايا التي تهمه ثنائياً وعلى المستوى الإقليمي، وهناك رغبة في التعاون». وقال إنه طرح قضايا مرتبطة بالمواطنين المصريين في ليبيا، إذ طمأنه الوزير الليبي إلى «أن أقصى جهد سيبذل» لحمايتهم، مضيفاً أنه أكد من جانبه أنه ستتم رعاية الليبيين الموجودين في مصر والتعاون معهم و «تأييد كل الجهد الذي سيبذل من أجل الصالح الليبي وتقدم ليبيا». وأوضح فهمي أنه قصد أن يكون أول لقاء له عقب عودته من الخارج مع وزير خارجية ليبيا «لاهتمامي بما يتم في ليبيا ولتقديري لاهتمام ليبيا بما يدور في مصر». من جانبه، صرح وزير خارجية ليبيا بأنه تحدث مع الوزير فهمي عن «مبادرة مصر بعقد مؤتمر حول أمن الحدود، خصوصاً أن الأمن الآن يعتبر من الأولويات، سواء كان لليبيا أو لمصر، وأن الأمن ليس فقط داخل مصر أو داخل ليبيا ولكن الأمن على مستوى إقليمي». وأضاف أن «مصر تكرمت بأنها ستستضيف هذا المؤتمر قبل نهاية العام الجاري بحيث سيجمع كل دول الجوار لتتحدث حول التعاون العملياتي في خصوص الأمن وليس فقط بالتركيز على إعلانات سياسية». وقال عبدالعزيز إن فهمي طرح خلال الاجتماع معه «أن يأتي وفد ليبي مكون من وزارة الدفاع والداخلية والخارجية إلى مصر في أقرب فرصة ممكنة بحيث يتم التشاور في كل المشاكل الموجودة وكيفية حلها والتعامل معها بطريقة مهنية صحيحة». وأشار الوزير الليبي إلى أنه «تبادل وجهات النظر مع الوزير فهمي في ما يتعلق بالمواضيع العالقة الآن حول العلاقات الثنائية والبعد السياسي الأمني والاقتصادي». وأكد أنه ناقش أيضاً مع فهمي «المواضيع الأخرى الخاصة بالعلاقات الثنائية ووضع المصريين في ليبيا والنازحين الليبيين وكيفية التعامل مع هؤلاء النازحين، حيث إن ليبيا لديها استراتيجية في هذا الشأن، سواء في بعدها الأمني أو بعدها السياسي أو الثقافي أو الاجتماعي أو الصحي أو التعليمي». ورداً على سؤال حول ما تردد عن اعتزام ليبيا بناء «جدار عازل» على الحدود المصرية، أعرب الوزير الليبي عن رجائه «أن يكون الجهاز الإعلامي مؤسسة مهنية إعلامية تنقل الحقائق، لا تعتمد على الإشاعات وإنما على عمل حقيقي»، فيما شدد وزير الخارجية المصري على أن علاقة بلاده مع ليبيا «لا يمكن أن تمس ببناء جدار، ومثل هذه الأمور هي أمور لا يمكن أن تتم، فالعلاقة مع ليبيا أكبر من هذا بكثير».