اجتهد لاجئو أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار الذين فروا إلى بنغلادش أخيراً، في بناء ملاذات لهم بأغصان خيزران على أراضٍ خصصتها الحكومة لهم في تلة بمنطقة تانجخالي احتوت سابقاً على مجموعة متنوعة من الأشجار والنباتات للاستخدام التجاري. وقال نور محمد (53 سنة) الذي وصل إلى المخيم قبل ثلاثة أيام: «كان منزلي في ميانمار من طابقين، ونقيم اليوم في سقيفة بقر في بنغلادش». ويقول بناؤون إن «انجاز كل ملاذ أو مأوى يستغرق نحو 4 أيام»، متوقعين تغطية التلة بالكامل بهذه الهياكل خلال يومين. وتحذر منظمات انسانية من كارثة صحية تحدق بمخيمات لاجئي الروهينغا في بنغلادش بسبب عدم توافر كميات كافية من الغذاء والماء وصعوبة الحصول عليها، اضافة الى عدم وجود مراحيض، «ما يعني ان كل الشروط متوافرة لانتشار وباء بينها الكوليرا والحصبة ويتحول الى كارثة على نطاق واسع». ولا تتضمن المخيمات طرقاً داخلية، ما يعرقل مهمات ايصال مساعدات، ويدوس عاملو الاغاثة في مياه آسنة وفضلات بشرية حين يسيرون داخلها». ونظراً الى عدم توافر مياه نظيفة، يشرب اللاجئون مياهاً يجري جمعها في حقول أرز وبرك وحتى في حفر صغيرة يجري نبشها بالأيدي، وغالباً ما تكون ملوثة بفضلات». وأوضحت منظمة اطباء بلا حدود ان عمالها «يستقبلون يومياً بالغين على وشك الموت من التجفاف، وهو امر نادر جداً لدى البالغين، ما يدل على اننا في حال طارئة على نطاق واسع». وليل الأحد، اعلنت سلطات ميانمار ذات الغالبية البوذية انها عثرت على 28 جثة لقرويين هندوس تشتبه بأن مسلحين من الروهينغا قتلوهم في بداية موجة عنف في راخين في 25 آب (اغسطس) الماضي، والتي أجبرت 430 ألفاً من مسلمي الروهينغا على الفرار إلى بنغلادش. واوضحت إن 20 من القتلى إناث، والمتباقون أطفال ذكور. وتصف الأممالمتحدة الهجوم الكاسح للقوات الحكومية في شمال ولاية راخين (غرب) رداً على مهاجمة متمردين من الروهينغا 30 مركزاً أمنياً بأنه «تطهير عرقي». لكن رانغون تقول ان أكثر من 400 شخص قتِلوا معظمهم من المسلحين، وترفض اتهامات التطهير العرقي قائلة إنها تقاتل إرهابيين. ويبدو أن أعضاء الأقلية الهندوسية باتوا ضحية للصراع بين القوات لحكومية والروهينغا. وفرّ بعضهم الى بنغلادش ايضاً شاكين من تعرضهم لعنف من جنود أو أعضاء لجان أهلية من البوذيين. كما شكا آخرون من تعرضهم لهجمات مسلحين للاشتباه في كونهم جواسيس للحكومة. الى ذلك، اعلنت الحكومة إنها تجري عملية بحث قرب قرية يي باو كيا شمال ولاية راخين، بعدما اتصل لاجئ في بنغلادش بزعيم الطائفة الهندوسية في ميانمار، وقال إن «حوالى 300 من مسلحي جيش إنقاذ روهينغا أراكان أخذوا حوالى مئة شخص من القرية في 25 آب وقتلوهم.