بعد نحو أسبوعين على اندلاع موجة جديدة من اعمال العنف في ولاية راخين غرب ميانمار، والتي أدت بحسب الأممالمتحدة الى مقتل حوالى ألف شخص ونزوح اكثر من 300 الف الى بنغلادش، أعلن متمردو الروهينغا وقفاً للنار من جانب واحد. واوضحت حركة «جيش إنقاذ روهينغا أراكان» (أرسا) انها تريد تسهيل وصول المساعدات الانسانية، في وقت تفيد تقارير بأن آلاف الاشخاص يختبئون في غابات او على تلال داخل البلاد بلا مياه او غذاء او مأوى ورعاية طبية، وذلك في انتظار تأمين فرارهم الى بنغلادش. لكن مراقبين يرون ان الحركة «غير قادرة على مواجهة قوات الجيش التي اجتاحت راخين واحرقت آلاف المنازل ودمرت عشرات القرى، علماً انها تطوق المنطقة منذ بداية العنف في تشرين الثاني (نوفمبر)، ومنعت دخول الصحافيين والمنظمات الدولية التي تخشى حدوث كارثة انسانية. وابدى الصليب الأحمر في بنغلادش ارتياحه لوعد وقف النار، موضحاً ان منظمات العمل الانساني «تواجه أزمة هائلة في ادارة تدفق عدد كبير من الاشخاص لا يتوافر مأوى لهم». ودعت الأممالمتحدة الى تقديم مساعدة عاجلة مقدارها 77 مليون دولار لمواجهة أزمة إنسانية في منطقة كوكس بازار جنوب بنغلادش. وقال منسقها في البلاد روبرت واتكنز: «لا مؤشرات الى توقف موجة اللاجئين الذين قدِموا صفر اليدين ويعانون من الجوع والصدمة، وهو ما يتجاوز تتجاوز قدرات وكالات الإغاثة». ووصف وزير الخارجية البنغلادشي أبو الحسن محمود علي ما يجري في ميانمار تجاه الروهينغا بأنه «تطهير عرقي». الى ذلك، طالبت وزارة الخارجية الهندية بوقف فوري للعنف في راخين، داعية السلطات الى «ضبط النفس في التعامل مع الأزمة، بما يضمن سلامة المدنيين وقوات الامن، وإعادة الأوضاع في الولاية الى طبيعتها». وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي نفذ الأسبوع الماضي زيارة رسمية لميانمار ذات الغالبية البوذية، ودان هجمات متمردي الروهينغا ضد مراكز للجيش والشرطة البورمية، لكنه لزم الصمت حيال اعمال العنف التي تعرض لها الروهينغا بعد هذه الهجمات او التهجير الجماعي الذي طاولهم. في روسيا، أوقفت السلطات أكثر من مئة متظاهر تجمعوا في سان بطرسورغ (شمال غرب) للاحتجاج على العنف الذي يتعرّض له الروهينغا في بورما. وصاح أحد المشاركين في التجمع الذي لم تمنح السلطات رخصة لتنظيمه: «لماذا يوقفوننا، لماذا اللوم يوجّه دائماً للمسلمين»، فيما قال آخر: «لماذا لا يُسمح لنا بالتعبير؟ نحن قلقون مما يجري لإخواننا في بورما». وقبل أسبوع، تجمّع حوالى ألف مسلم أمام سفارة ميانمار في موسكو، في تظاهرة لم تمنحها السلطات ترخيصاً أيضاً. كما تظاهر في اليوم ذاته آلاف في العاصمة الشيشانية غروزني بدعوة من الرئيس رمضان قديروف الذي يندر أن يُخالف مواقف موسكو. وكان الرئيس فلاديمير بوتين اكتفى الثلثاء بإعلان رفضه «كل أشكال العنف».