أعلنت سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة نيكي هيلي أن واشنطن «قلقة من المآسي التي يتأثر بها مسلمو الروهينغا في ميانمار، وتدعو رئيسة الحكومة أونغ سان سو تشي وقادة الجيش إلى وقف الحملة العسكرية في راخين». وأشارت إلى أن قائد هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزف دنفورد اتصل بقائد الجيش في ميانمار وأبلغه بأن «هذا الوضع لا يمكن أن يستمر». في المقابل، أشاد وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال لقائه مسؤولين من ميانمار على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بالإجراءات التي اتخذتها حكومة سو تشي لرفع المعاناة عن ولاية راخين، على رغم أن مسؤولي الأممالمتحدة يصفون هروب أكثر من 400 ألف من مسلمي الروهينغا منذ 25 آب (أغسطس) الماضي من الولاية بأنه «تطهير عرقي». وشهد الاجتماع ذاته، مطالبة رئيسة الوزراء في بنغلادش الشيخة حسينة واجد الأممالمتحدة بإرسال بعثة إلى ميانمار، وإنشاء مناطق آمنة في هذا البلد تشرف عليها المنظمة الدولية، تمهيداً لإعادة الهاربين إليها. كما نددت «بزرع ألغام على طول الحدود» بين ميانمار وبنغلادش لمنع هذه العودة. إلى ذلك، قدّرت الأممالمتحدة أن هناك حاجة إلى نحو 200 مليون دولار خلال الشهور الستة المقبلة لمساعدة لاجئي الروهينغا الذين هربوا إلى بنغلادش التي كانت تستضيف فعلاً حوالى 400 ألف من أبناء الأقلية الذين فروا من موجات سابقة من العنف والاضطهاد في ميانمار ذات الأغلبية البوذية. وكانت المنظمة الدولية أطلقت نداء لجمع 78 مليون دولار في 9 أيلول (سبتمبر)، لكن اللاجئين يواصلون التدفق. واعتبر روبرت دي واتكينز، منسق الأممالمتحدة في بنغلادش، أن تدفق اللاجئين منذ 25 آب كان أكبر كثيراً من موجات النزوح الناجمة عن التطهير العرقي في يوغسلافيا السابقة خلال التسعينات من القرن العشرين. وقال: «لا نريد التخطيط لعملية مدتها عشر سنوات، لأننا نرغب في أن نبقي على الأمل في إيجاد طريقة ما للتفاوض على عودة السكان، كما أن المانحين غير مستعدين للتعامل مع أي شيء تزيد مدته الزمنية عن سنة، في ضوء المبالغ الكبيرة التي نطلبها». وحذرت منظمة «أطباء بلا حدود» من كارثة صحية تحدق بمخيمات لاجئي الروهينغا في بنغلادش بسبب عدم توفر كميات كافية من الغذاء والماء وصعوبة حصول عليها، إضافة إلى عدم وجود مراحيض. وقال روبرت اونوس، منسق الطوارئ لدى المنظمة: «كل الشروط متوافرة لانتشار وباء يتحول إلى كارثة على نطاق واسع»، علماً أن المنظمة تخشى انتشار الكوليرا والحصبة خصوصاً. وأشارت كيت وايت، المنسقة الطبية لحالات الطوارئ لدى المنظمة، إلى أن «المخيم لا يتضمن طريقاً داخلية، ما يعرقل مهمات إيصال مساعدات، كما أن الأرض معرضة للانزلاق، علماً أننا ندوس في مياه آسنة وفضلات بشرية حين نسير داخله». ونظراً إلى عدم توافر مياه نظيفة، يشرب اللاجئون مياهاً يتم جمعها في حقول أرز وبرك وحتى في حفر صغيرة يجري نبشها بالأيدي، وغالباً ما تكون ملوثة بفضلات. وتقول وايت: «نستقبل يومياً بالغين على وشك الموت من التجفاف. وهذا أمر نادر جداً لدى البالغين يدل على أننا في حال طارئة على نطاق واسع». وشددت المنظمة أيضاً على أهمية تأمين وصول منظمات المساعدات الإنسانية إلى اللاجئين من راخين على الجانب الآخر من الحدود.