شكلت التحديات والفرص التي ستواجه قطاع الطاقة العالمي خلال العقدين المقبلين، وتوقعات أسعار النفط والغاز وتأثيرهما في الصناعات الأخرى، أبرز العناوين التي ناقشها مشاركون في «منتدى الدوحة للطاقة» الذي عقد دورته الثالثة أمس في الدوحة في فرع جامعة «تكساس أيه آند أم» الأميركية في «المدينة التعليمية» التي تضم عدداً من فروع الجامعات الغربية. وشارك وزير الطاقة والصناعة القطري محمد بن صالح السادة ومئة اختصاصي وخبير وأكاديمي في نقاش مفتوح حول أوضاع الطاقة، في ظل تبعات الأزمة المالية العالمية و "صعود قارة آسيا». وأشار السادة الى أن «رؤية أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أسفرت عن نجاح استراتيجي في إنتاج الغاز المسيّل الذي يبلغ 77 مليون طن سنوياً حالياً، وأدت الى التوسع في صناعة البتروكيماويات التي وصلت منتجاتها الى 85 دولة». وأكد استمرار قطر في تطوير مشاريعها وأنها ستنفذ مشاريع جديدة لإمداد منطقة الخليج والشرق الأوسط بالغاز، لافتاً الى تجربة مد أنبوب الغاز من قطر الى الإمارات. وأعلن سعيها الى التوسع في مشاريع الطاقة عالمياً، عبر «شركة قطر للبترول»، الذراع الدولية للحكومة القطرية التي تتولى عمليات الاستثمار في الطاقة في دول عدة، وأشار الى تعاون مع شركاء دوليين. ولفت الى أن دعم المشاريع الصناعية الصغيرة والمتوسطة يحظى بأولوية، وأكد تزايد الطلب العالمي على الطاقة، وتوقع أن تكون أميركا وآسيا من الأسواق الواعدة في استيراد الغاز القطري على المدى الطويل. وتوقع استمرار الطلب العالمي على الطاقة بمختلف أنواعها. وعن أحداث ليبيا وتأثيرها على سوق النفط العالمية، أشار الى أن الإنتاج العالمي ما زال جيّداً، بفضل دول منظمة «أوبك» والدول المنتجة من خارج المنظمة، على رغم تراجع الإنتاج الليبي. وركز المنتدى في نقاشاته على «التحوّل المستمر لمركز الاقتصاد العالمي من المحيط الأطلسي الى المحيط الهادئ»، وأضاف انه سيكون له تبعات هائلة على قطاع التجارة والمال والاستثمار واستهلاك الطاقة واستراتيجية الشركات والتطورات الجيو-سياسية. وقال خبراء: «إذا كان عام 2005 هو عام ذروة إنتاج النفط عالمياً، فستعود مستويات الإنتاج عالمياً في عام 2030 تماماً إلى ما كانت عليه عام 1980، على رغم أن الكثافة السكانية ستضاعف تقريباً، كما سيزداد اعتماد العالم على النفط في ظل التوجه أكثر نحو الصناعة، مقارنة بأوضاع عام 1980». وتوقعت شركة «غلف انتيليجانس» المنظمة للمنتدى أن يفوق «الطلب العالمي على النفط إنتاجه العالمي، ونتيجة لذلك سيقفز سعره الى مستويات قياسية، كما أن اقتصادات الدول المعتمدة على النفط ستنهار، وسيشتعل فتيل الحروب للسيطرة على الثروات والمصادر». وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة «سينيرجي»، جيمس ماك، وهي شركة تعمل في مجال التزويد بالطاقة في أوروبا، أن الشركة في صدد نقل مركز عملياتها من بريطانيا الى منطقة الخليج، وأن قطر «حققت إنجازات هائلة في تطوير مصادر النفط والغاز على أوسع نطاق وأن تلك الإنجازات أجبرت شركات الطاقة العالمية على الدخول في مرحلة إعادة صوغ عالمية».