«قد لا أجد ما أكتبه بعد ما أسقطت ثورة 25 يناير الأقنعة كافة»... هذا ما أكده الروائي المصري علاء الأسواني خلال لقاء نظمته مكتبة «ألف» في القاهرة، وحضره جمهور كبير دخل في جدل ساخن مع صاحب رواية «عمارة يعقوبيان» حول قضايا سياسية. خلال اللقاء طالب الأسوانى المثقفين بالنزول إلى الشارع ليتعلموا من الناس، مشيراً إلى أنه اكتشف خلال تردده على «ميدان التحرير» في قلب القاهرة، للمشاركة في الثورة أن «رجل الشارع البسيط لا يقل وعياً عمن نسميهم النخبة، بل إنه قد يتفوق عليهم في أحيان كثيرة». وأضاف: «تظل المجتمعات التي ينتشر فيها الفساد والظلم هي الملهمة للأدب أكثر من غيرها، وبعدما أسقطت الثورة الأقنعة التي طالما تستر خلفها المفسدون والظالمون قد لا أجد ما أكتبه من وحي المعاناة السياسية والاقتصادية التي طالما أثقلت كواهل المصريين. ستبقى المعاناة الإنسانية وبالتالي سأجد ما أكتبه». وخلال اللقاء حذر الأسواني من «خطورة الثورة المضادة التي تقودها عناصر طالما استفادت من النظام المخلوع». واعتبر صاحب رواية «شيكاغو» أن الثورة في حد ذاتها هي إنجاز كبير بغض النظر عما سيأتي بعدها. وقال الأسواني: «يجب ألا نصدق أن الإعلام الحكومي تحرر، فهو لا يزال في خدمة الثورة المضادة». ورداً على سؤال حول كيفية حماية الثورة، قال الأسواني: «أن تظل قوتها محتشدة دائماً، فإذا ما ظهرت أشياء لا ترضي الناس تخرج التظاهرات مجدداً من الإسكندرية إلى أسوان». وشدد الأسواني على ضرورة إطلاق المعتقلين السياسيين، وإطلاق الحريات العامة، ووضع دستور جديد للبلاد، وإلغاء جهاز مباحث أمن الدولة، وأن يتاح للناس اختيار نظام يمكنهم تغييره عبر صناديق الاقتراع». وقال إنه لا يؤيد إجراء انتخابات اشتراعية في مصر قبل إطلاق إصدار الصحف وحرية تكوين الأحزاب السياسية.