في نيسان (أبريل) 1950 أرسلت وزارة الدفاع الأميركية اثنين من الاختصاصيين وعدداً من العسكريين السابقين، وفنيي أجهزة طبية إلى المملكة، إلا أن الرئيس الأميركي ترومان، أضاف إلى هذا الفريق طبيبه الشخصي العميد والاس اتش غراهام، للاطمئنان على صحة الملك المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله. وأوضحت برقيات متبادلة بين وزير الخارجية الأميركي السابق دين اتشيسون، وممثلي السفارة الأميركية في جدة آنذاك، مدى الاهتمام الكبير الذي يوليه ترومان بصحة الملك عبدالعزيز يرحمه الله، وجاء في أحد هذه البرقيات - بحسب تقرير للباحث في «بي بي سي» تايلور كيت براون نشره في التاسع من حزيران (يونيو) 2015 - أن «الرئيس الأميركي يريد من الجنرال غراهام رعاية صديقه العظيم والرائع ملك السعودية، وأن يترأس الفريق الطبي لوزارة الدفاع، وذلك في برقية كانت سرية آنذاك وموجودة الآن ضمن ملفات الأرشيف الوطني الأميركي». ورد السفير الأميركي لدى المملكة آنذاك جيمس ريفز تشايلدز بأنه «يشعر بأن الملك عبدالعزيز سيتأثر بشدة بعرض الرئيس ترومان، وسيسهم ذلك بشكل كبير في إقناعه بصدق مشاعرنا الودية». يقول كيت براون في تقريره: «انطلقت المهمة من واشنطن في 15 أبريل 1950، وكانت صغيرة وسرية»، مضيفاً أن «ترومان كانت له أسبابه الخاصة في الحفاظ على سرية هذه المهمة، فلم تكن السعودية في ذاك الوقت حليفا محتملا لبلاده». ويوضح الباحث البريطاني أن «الاختصاصيين، اللذين ضمهما فريق وزارة الدفاع الأميركية عسكريين سابقين هما: الدكتور غلبيرت ماركواردت، والدكتور داريل كراين، وكان الأخير من سكان العاصمة الأميركية واشنطن، ونقل معه كاميرته الخاصة ليمارس هوايته المفضلة وهي التصوير». وبعد رحلة استمرت أيام - بقول الباحث البريطاني - «وصلت هذه المجموعة إلى السعودية، والتقى أفرادها بالملك عبدالعزيز، الذي استقبلهم بترحاب بحسب وصف المستشار لدى السفارة الأميركية آنذاك هايورد هيل». بعث هيل برقية إلى واشنطن وصف فيها لقاء الطبيب الخاص بالرئيس ترومان، بالملك عبدالعزيز يرحمه الله جاء فيها: «إن الجنرال غراهام قال مبتسماً للملك عبدالعزيز، إن الرئيس ترومان أرسله كهدية للملك، فضحك جلالته (في هذه اللحظة) وقال إنه هدية ثمينة بالفعل».