لندن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - أفادت برقيات ديبلوماسية سرية سربها موقع «ويكيليكس» ونشرتها صحيفة «ذي تلغراف» البريطانية أمس، أن تنظيم «القاعدة» يسعى إلى حيازة مواد مشعة، وتجنيد علماء فاسدين لصنع «قنبلة قذرة». وأوردت الوثائق أن «مسؤولين أمنيين اكدوا ذلك خلال اجتماع عقده حلف الأطلسي (ناتو) في كانون الثاني (يناير) 2009»، علماً أن استخدام هذه القنابل في مناطق مثل أفغانستان سيلوثها لسنوات. وكشفت الوثائق التي عثر عليها عام 2007 أن «القاعدة» حقق «تقدماً اكبر من المتوقع» في مجال الإرهاب البيولوجي، وأن الاستخبارات الأميركية تلقت في العام التالي تحذيراً أفاد بأن «الإرهابيين يملكون كفاءة فنية لصنع عبوة ناسفة تتخطى مجرد صنع قنبلة قذرة». وأضافت أن «التنظيم الإرهابي يسعى أيضاً إلى الحصول على مواد حساسة، ووقود نووي يستخدم لغايات عسكرية ويباع في السوق السوداء». وأكدت البرقيات ضبط قطار بضائع على الحدود بين كازاخستان وروسيا محملاً بوقود نووي عسكري، في حين أن وسيطاً مقره برشلونة حاول بيع صفائح مشعة مسروقة من مفاعل «تشرنوبيل» في أوكرانيا. وتعرض برقية أخرى لوقائع اجتماع عقد بين وزيرة الأمن الداخلي الأميركي جانيت نابوليتانو ووزراء أوروبيين خصص لبحث الأمن الجوي في كانون الثاني (يناير) 2010، حين أبدى وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيري قلقه من استغلال إرهابيين أغراضاً مخصصة للأطفال لإدخال قنابل إلى طائرات». وتحدثت وثائق أخرى نشرتها «ذي تلغراف» عن أن رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردن براون كان مقتنعاً بأن زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن على قيد الحياة واختبأ في باكستان، وطلب من رئيسها آصف علي زرداري قتله خلال محادثة هاتفية أجراها معه في كانون الأول (ديسمبر) 2009، مشيرة إلى أن «المسؤولين الباكستانيين ابدوا استياءهم من اللغة العدوانية لبراون». وأضافت أن «قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني ابلغ أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي خلال زيارتهم إسلام آباد في كانون الثاني 2008، أن انتقاد باكستان بسبب عدم تحديد مكان بن لادن أمر غير عادل، خصوصاً أنها سجلها معروف في مطاردة نشطاء القاعدة واعتقالهم، مقارنة بسجل دول أخرى». ونقلت الصحيفة عن برقية للسفارة الأميركية في إسلام آباد حول اجتماع عقد بين ديبلوماسيين أميركيين ووزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك أن الأخير «ابلغ الدبلوماسيين أنهم لا يملكون أي فكرة عن مكان وجود بن لادن». ونسبت البرقية إلى مالك قوله إن «زعيم القاعدة ارسل عائلته إلى إيران، ومن المنطقي ترجيح احتمال أن يكون ذهب إلى هناك، أو أنه قد يكون مختبئاً في السعودية أو اليمن، أو ربما مات بالفعل». وأشارت الصحيفة إلى أن برقية ديبلوماسية أميركية أخرى نسبت إلى وزير الدفاع الباكستاني حينها كامران رسول قوله في أيار (مايو) 2008 قوله إن «الولاياتالمتحدة صوّرت رجلاً اعتقدت بأنه بن لادن، وطلبت من باكستان اعتقاله، فتحركت القوات الباكستانية لكنها اكتشفت أن الرجل لم يكن زعيم القاعدة». على صعيد آخر، نقلت الصحيفة ذاتها عن «ويكيليكس» أن «الولاياتالمتحدة تبحث بشكل نشط عن ثلاثة قطريين يشتبه في تورطهم باعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، من دون أن يكشف التحقيق أمرهم». وأوردت البرقية التي وجهها مسؤول أميركي في قطر في شباط (فبراير) 2010 إلى وزارة الأمن الداخلي في واشنطن، أن «القطريين الثلاثة نفذوا عمليات مراقبة واستطلاع في المواقع التي استهدفتها اعتداءات 11 أيلول في نيويوركوواشنطن». وذكرت البرقية أن «الرجال الثلاثة الذين غادروا الولاياتالمتحدة إلى لندن عشية الاعتداءات، أثاروا ريبة موظفي فندق نزلوا فيه في لوس انجليس بعدما منعوا الخادمات من الدخول إلى غرفتهم، حيث لاحظ الموظفون بزات تشبه بزات الطيارين». وأشار مساعد رئيس البعثة الديبلوماسية الأميركية في الدوحة ميرمبي نانتونغو إلى أن المجموعة زارت قبل أسابيع من الاعتداءات مركز التجارة العالمي وتمثال الحرية والبيت الأبيض ومواقع في فيرجينيا. وحمل المشبوهون الثلاثة الذين عرفوا بأسماء مشعل الهاجري وفهد عبد الله وعلي الفهيد بطاقات لرحلة تابعة لشركة «اميركان ارلاينز» من لوس انجليس إلى واشنطن في 10 أيلول 2001، لكنهم لم يصعدوا على متن هذه الرحلة بل غادروا إلى لندن في اليوم نفسه. وفي اليوم التالي، صدمت الطائرة التي كان يفترض أن يصعدوا على متنها مبنى وزارة الدفاع (البنتاغون)، حيث سقط 184 قتيلاً. ولاحقاً، كشف تحقيق أجراه «أف بي أي» أن بطاقات السفر وفاتورة الفندق الخاصة بالرجال الثلاثة سددها «إرهابي مؤكد»، فيما ساعد رجل رابع يدعى محمد المنصوري القطريين الثلاثة خلال مكوثهم في الولاياتالمتحدة. ويجري «أف بي أي» تحقيقاً في شأن منصوري، وألغيت تأشيرة دخوله بعد كشف هذه المعلومات لكن اسمه لم يدرج على اللائحة السوداء، وقد يكون بالتالي غادر الولاياتالمتحدة بحسب البرقية.