أطلق رجل أعمال في مدينة حمص المدمرة مبادرة تقضي بتقديم أدوات العمل التي يحتاج اليها نازحون من الحرفيّين، كي يتمكنوا من استعادة عملهم وتجنب العوز، شرط ان يقوم هؤلاء بتدريب نازحين آخرين على المهنة. وراودت فكرة المشروع رجل الأعمال عبد الناصر الشيخ فتوح بعدما رأى أحد سكان مركز عبد المهيمن عباس لإيواء النازحين الذي يديره جالسا امام المبنى "يبدو عليه الإحباط، ويريد العمل ولا يجد فرصة او موردا". وقال الصناعي الذي كان يملك معملا للنحاس على أطراف المدينة "تعاطفت مع هذا العامل الذي وجد نفسه دون مورد رزق بعدما فقد ورشة النجارة التي كان يملكها في حي البياضة" الذي كان تحت سيطرة المقاتلين، واستعادته القوات النظامية في آذار (مارس) 2012. واوضح الشيخ فتوح ان المشروع انطلق "من فكرة للرسول (محمد) عندما طلب منه احدهم صدقة فأعطاه فأسا، وقال له اذهب واحتطب وبع"، لافتا الى ان ذلك من شأنه ان "يجعل الشخص إيجابيا ومنتجا بدل اتكاله على الاخرين" في رزقه. وقدم الشيخ فتوح بالتعاون مع شخصين آخرين، لكل من 18 حرفيا يقيمون حاليا في مركز الإيواء الواقع في حي الإنشاءات، حقيبة تضم الأدوات الخاصة بمهنته، شرط ان يقوموا بتدريب شبان في المركز على أصول المهنة التي يزاولونها. ويأوي المركز، وهو عبارة عن بناء كان يستخدم كمدرسة، نحو 100 عائلة تضم مجموع 500 فرد على الأقل. ويتم تمويل المركز الذي أوكلته المحافظة الى الشيخ فتوح وشريكيه من قبل رجال الأعمال الثلاثة، الذين تكفّلوا بتوفير ما يحتاج اليه المقيمون إلى جانب ما تقدّمه منظمات دولية من تبرعات ومساعدات إنسانية. ويوضح هذا الصناعي الذي لا يستطيع الوصول الى معمله لأسباب امنية أن المشروع عبارة "عن سلسلة. فعندما يتعلم الشاب المهنة نقدم له حقيبة الأدوات شرط ان يقوم بدوره بتعليم شاب آخر". وتستقبل الزائر على باب المركز لوحة كبيرة تؤكد "توفر الورشات المهنية والمؤهلة في اختصاصات عدّة"، أبرزها الحدادة والتمديدات الصحية والنجارة والحلاقة والتمديدات الكهربائية والدهان.