صدرت الرواية الأولى للزميل محمد المرزوق وعنوانها «لا تشته امرأة جارك»، عن دار الغاوون للطباعة والنشر في بيروت، وتعرض في جناح دار بيسان. وجاءت الرواية في 127 صفحة من القطع المتوسط، وتعبر عن اشتغال روائي، ترك المرزوق الحكم فيه إلى «المتلقي، الذي سيكون الكاتب الثاني للرواية»، مؤمناً أن «القارئ هو المعيار الحقيقي في نجاح الرواية من عدمها، بعيداً عن التنظير والقوالب الجاهزة التي يقدمها النقاد، على رغم أهميتهم، وإثرائهم المشهد الثقافي، إلا أن القارئ يبقى البوصلة الحقيقية». وإن شابه عنوان الرواية «لا تشته امرأة جارك»، إحدى الوصايا العشر للمسيح، لكن المرزوق لا يرى تلك المشابهة بينهما. وقال: «الوصية المسيحية دينية بحتة، ترسم قوانين أخلاقية، فيما عنوان الرواية لا يمكن تحميله أكثر من كونه عنواناً مشاكساً، يثير الأسئلة، وهنا يأتي دور القارئ في اكتشاف الإجابات عليها». الزميل محمد المرزوق احتفل بتوقيع روايته في ملتقى الأهلي الثقافي في البحرين في 27 من يونيو من العام الماضي. وقال تعليقاً على سؤال حول عنوان الرواية: «ليس وراء العنوان أي غاية أخلاقية، أو دافع تربوي، فالدوافع الأخلاقية والتربوية لها كتبها المتخصصة. ما أردته من العنوان يتمثل في عدم استطاعة الشخص الحصول على شيء يتمناه، وما نراه في شخصيات الرواية أنها تنتهي إلى مكان لا تحصل فيه على ما تريده، إنما تحصل على ما يريده الآخرون منها». وحول مشاريعه الأخرى، قال المرزوق: «أنهيت عملي الروائي الثاني، وسيكون مختلفاً عن العمل الأول إلى درجة صادمة، وإن كنت في العمل الأول أسير في خطواتي بجانب الجدار، سيكون العمل الثاني سيراً وسط الشارع». من أجواء الرواية: لم يحظ علي بأي ميزة تجعل منه محط الاهتمام، باستثناء اهتمام جده. ولد عادي بين أربعة إخوة وأختين. وبين أكثر من 15 ولداً في الحي الذي يسكنه. وبين أكثر من 500 صبي يحيط بهم سور المدرسة. يحضر إلى المدرسة متأخراً، يفتح يديه لعصا المدير. ينسى كتابة واجب الرياضيات، فيفتح يديه لمعلم الرياضيات السوري، نعمان، أطلق الطلاب عليه هذا اللقب لأنه يشبه نعمان في برنامج افتح يا سمسم. يكتب واجب مادة القراءة مرتين، المعلم أمرهم بكتابة القطعة خمس مرات، يفتح يديه ليتلقى الضرب من معلم القراءة، الطنطل، هذا لقب أجمع الطلاب على مناسبته للمعلم بسبب طوله المفرط. حصة الرياضة مقدسة، هكذا يشعر علي، المعلم لا يضرب أي طالب فيها. يرمي لهم الكرة ليتدحرجوا فوقها 45 دقيقة، يتدحرجون ويصرخون، يتدحرجون ويضحكون. ثم يعودون إلى الفصل متسخي الثياب منفوشي الشعر، وظل ضحك ما زال على وجوههم. أنفاسهم تتلاحق ورائحة العرق المشبع بالغبار تثير معلم مادة العلوم، يقول لهم إن سبب الرائحة الكريهة في العرق هي بكتيريا. يضحك الطلاب على البكتيريا العفنة.