نقلت مصادر ديبلوماسية ل «الحياة»، كانت اجتمعت بالمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه استعرض أمامها خرائط حول تصوره ل «تقسيم ناعم» في سورية يفصل على أرض الواقع مناطق النفوذ بين الشمال والجنوب، والمناطق المحررة من «داعش» وتلك تحت سيطرة النظام. ولفتت المصادر التي اجتمعت وبشكل منفصل مع دي ميستورا أن المبعوث الأممي «متفائل» أكثر من أي وقت مضى بأفق الحل في سورية، إنما يرى مناطق تقاسم النفوذ ونوع من «التقسيم الناعم» للبلاد أمراً واقعاً ومنطقياً في حال استمرت الصورة الميدانية على ما هي عليه اليوم. ولفتت المصادر إلى أنه وفي اللقاءات، استعرض دي ميستورا أمام ضيوفه في الأممالمتحدة خرائط لسورية تظهر وبالألوان محيط التقسيم الناعم بين المناطق المختلفة، من الشمال حيث «هيئة فتح الشام»، إلى الجنوب حيث منطقة تهدئة بمظلة روسية وأردنية وأميركية، والأكراد في الشمال أيضاً والمناطق المحررة من داعش، فيما يتواجد النظام في المدن الأكبر على الساحل وحتى الحدود مع لبنان. ورأى المبعوث في هذا التوزيع الجغرافي صورة «لمستقبل سورية، خصوصاً في حال استمرار المعطيات الميدانية على حالها وعدم حدوث انقلاب جذري لأي من القوى المسيطرة على الأرض. في الوقت نفسه أبدى دي ميستورا تفاؤلاً على الدفع بالحل السياسي أكثر من أي وقت مضى منذ 2014 وهو ما يشاطره فيه مسؤولون أميركيون. ويعود هذا التفاؤل إلى عوامل عدة بينها إعطاء روسيا «وعود شفوية» بالتصدي لإيران والحد من نفوذها بالتوازي مع أية تسوية. كما يعود بحسب مصادر أميركية إلى أجواء الاجتماعات التي عقدها وزير الخارجية ريكس تيلرسون مع نظيره سيرغي لافروف في نيويورك. وتقول المصادر الأميركية إن ملف إعادة الإعمار في سورية تمت مناقشته في الاجتماع الوزاري مع تيلرسون، وهناك أفكار عدة يتم طرحها بينها التهيئة لدور خليجي بارز في هذا الشق يساعد في إنماء هذه المناطق وبالتالي قطع الطريق على إيران لزيادة نفوذها. في الوقت نفسه هناك إدراك للصعوبات القانونية والسياسية التي تعترض جهود إعادة إعمار من دون حل سياسي شامل. وتقول مصادر في المعارضة السورية التقت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نيويورك إنه «لا عقود إعادة إعمار من دون حل سياسي شامل». غير أن المصادر الأميركية ترى أن إعادة الإعمار يمكن أن تبدأ في مناطق التهدئة وتلك المحررة من «داعش» من دون القيام بأي اتصالات مع النظام السوري. ومن بين الأفكار التي يتم تداولها أيضاً حول سورية وخريطة الطريق للحل هي إجراء انتخابات لا يتم فيها منع الرئيس السوري بشار الأسد من المشاركة إنما يتم السماح للنازحين السوريين بالتصويت وبإشراف دولي على الانتخابات. وتشير المصادر إلى أن هذه الاقتراحات ما زالت قيد التداول.